صدر عن أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية ديوان “شعراء آل بوملحا” سيرة حياتهم وأشعارهم من تأليف علي أحمد الكندي المرر، وذلك ضمن سلسلة شعراء من الظفرة.
يقع الديوان في 151 صفحة ببداية مميزة من خلال كتابة عبارة قالها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” في آل بوملحا وهي “آل بو ملحا أهل شرع وشعر”.
يتضمن الديوان مقدمة وتعريف بآل بوملحا، والأحداث التاريخية القيمة التي مرت في حياتهم حيث تكلم المؤلف فيها عن قبيلتهم ومساكنهم القديمة والحديثة، كما تم ترتيب شعراء آل بوملحا في الكتاب حسب أعمارهم بدءاً من الأكبر سناً ثم الأصغر منه وهكذا على الترتيب، وجاؤا كالتالي “علي بن سالم، أحمد بن علي بن سالم، الطاهر بن علي بن سالم، علي بن الكندي بن علي، محمد بن خميس، مصبح بن الكندي بن علي، أحمد الكندي، الكندي بن مصبح الكندي، علي بن مصبح الكندي”، وقد خصص المؤلف لكل شاعر منهم نبذة عنه كأنّ يضع اسمه الكامل ثم مولده ونشأته وسيرة حياته حتى وفاته، والقصائد الأكثر شهرة في الساحة الأدبية للشعراء.
وقد لفت المؤلف إلى أنّ هناك العديد من القصائد التي لم يجدها كاملة حيث سقطت من الرواة بعض أبياتها وبعضها دخل بعضه في بعض، ومع ذلك كتبه تاركاً المجال لمن يجد التكملة من بعده.
وأشار علي أحمد الكندي المرر في تقديمه “لما رأيت أنّ جل عائلتي قضاة وأدباء وشعراء وجدت نفسي أكتب في سيرة حياتهم وأضع مع كل سيرة مقتطفات من أشعارهم، فهم عاشوا في بيئة صحراوية يعشق أهلها الأدب والشعر، وهم مصنفون ضمن شعراء منطقة الظفرة التي تزخر بالأدباء والشعراء، فكتبت في هذا الكتاب سيرة شعراء آل بوملحا القدامى والمعاصرين بدءاً بالقاضي علي بن سالم بوملحا المتوفي سنة 1900م تقريباً، وانتهيت بالشاعر علي بن مصبح الكندي المتوفى سنة 2004، مع أنه مازال في الشباب الباقين من عائلة بوملحا شعراء لم أكتب عنهم بعد.
وتأتي أهمية الكتاب وهذا الجمع في التعريف بعائلة لها تاريخ في المنطقة، كان رجالاتها قضاة وشعراء، عاصروا أحداث السنين الماضية، وكان لهم دور عظيم في الحياة السياسية والاقتصادية، والحياة العلمية والاجتماعية، وساهموا في توثيق تاريخ المنطقة وحفظه من خلال قصائدهم الجميلة، وأدبهم الأصيل.
وقال علي أحمد الكندي المرر في مقدمة الكتاب توجد فوائد أخرى كثيرة في هذا الكتاب سيلاحظها القارئ عندما يقلب صفحاته ويقرأ كلماته، تدل دلالة واضحة على عمق تاريخنا وأصالة تراثنا، وتأثر شعرائنا بالبيئة التي عاشوا فيها، ورصانة قصائدهم وقوة أبياتها وغزارة معانيها، وقد جمعت هذه التراجم لتكون محفوظة أولاً من الاندثار ثم منشورة ومتاحة للناس، ولكي يتعرفوا على أهم شعراء الظفرة وأدبائها، الذين ساهموا في الساحة الأدبية الإماراتية والخليجية بأعمالهم الشعرية والأدبية، فمنهم من قام بتوثيق قصيد الأجداد ومنهم من عمل على إخراج دواوين شعراء المنطقة.
وتابع المرر في تقديمه “لقد كانت هذه التراجم مفرقة في كتب ومبعثرة في أوراق متناثرة عندي، كتبتها قديماً من أفواه الناس، فكانت كما الدر المتناثر هنا وهناك فلما جمعتها ورتبتها في سلك واحد أصبحت كالعقد الفريد، يعجب الناظر من تلألئه ونضارته.
كما لفت المرر في تقديمه أيضاً إلى أنّ الكتابة في تراجم الأعلام وسيرهم لها قيمة أدبية، وفوائد غاية في الأهمية، لأنها توثق أخبارهم وتاريخهم وتقيد أقوالهم وأفعالهم، وتحفظ لنا كل ما يدور من حولهم، ومن خلالها تتضح لنا معالم بيئتهم، وتعرفنا بأفكارهم وشخصياتهم، ولهذا أقبل العلماء والأدباء منذ فجر التاريخ على تدوين السير والتراجم، لما لمسوه من أهميتها وكبير فائدتها.