قدم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية مليون درهم دعما لمسابقة جائزة المزرعة النموذجية ضمن مهرجان ليوا للرطب في دورته الـ (12). وبذلك تصبح قيمة الجوائز للمراكز العشر الأولى من المسابقة من 500 ألف درهم إلى مليون و500 الف درهم وهي أعلى جوائز المهرجان
يأتي دعم سموه في إطار تشجيع المزارعين على بذل المزيد من الجهود والاهتمام بمزارعهم وفق أرقى المعايير والشروط الزراعية العالمية، وفي إطار التأكيد على أهمية الدور الكبير لمهرجان ليوا للرطب في تطوير العمل الزراعي في الإمارات وتعزيز جودة ونظافة المزارع، وتقديراً لاهتمام السكان بالزراعة وتشجيعهم على تطويرها والاهتمام بنظافة مزارعهم.
وثمن السيد عبيد خلفان المزروعي مدير مهرجان ليوا للرطب مكرمة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان للمشاركين في المهرجان الذي يعد مناسبة هامة ينتظرها مزارعو النخيل في دولة الإمارات بشكل عام وأهالي المنطقة الغربية على وجه الخصوص.
وقال ان لهذه التظاهرة الأثر العظيم على أهالي المنطقة من تشجيع سكانها للحفاظ على شجرة النخيل والاعتناء بها من جانب، وتطوير للبنية التحتية الزراعية فيها من جانب آخر، وقد اعتاد جمهور المهرجان في كل عام على المزيد من الفعاليات والمفاجأت الهادفة..
وأوضح أنّه تمّ إطلاق جائزة المزرعة النموذجية للمرّة الأولى في فعاليات المهرجان في عام 2014، حيث تقام المسابقة للعام الثالث على التوالي بهدف تكريم ودعم أنظف وأفضل مزرعة، وتشجيع مالكيها على الاهتمام بنظافتها وترميم مبانيها بشكل منتظم، والتأكد من جودة تربتها والمواد المستخدمة فيها.
ويتم التسجيل للمسابقة في اليوم الأول للمهرجان، فيما تُعلن المزرعة الفائزة في اليوم الأخير منه، ومن المتوقع أن يُشارك ما يزيد عن 100 مزرعة من ليوا خلال الدورة الجديدة. وتمنح الجوائز لخمس مزارع من المحاضر الشرقية، ولخمس مزارع من المحاضر الغربية.
وتتمثل معايير تقييم المزرعة النموذجية بالنظافة العامة للمزرعة، استخدام أساليب الري الحديثة الموفرة للمياه، الالتزام بالشروط والضوابط العامة لمكافحة الآفات الزراعية، وأن تكون المزرعة مُحدّدة بسور وبوابة.
ومن المتطلبات الأخرى توفير سكن ملائم للعمال، توافر أماكن تخزين للمنتجات الزراعية، توافر أماكن تخزين للمدخلات الزراعية كالمبيدات والأسمدة، وتوفير أماكن لمخلفات المزرعة.
ليوا ..
كما في السنوات السابقة، تحتضن ليوا الواقعة في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي، الحدث العالمي الأبرز في مجال العناية بالشجرة المباركة لهذا العام 2016.
تشتهر ليوا بنشاطها الزراعي المزدهر وبمراعيها الخصبة وتتميز بوفرة واحاتها وجودة أنواع التمور، يأتي اختيار ليوا لتكون حاضنة أساسية لهذا المهرجان، نظراً لما تمتلكه من مقومات بيئية جغرافيّة متنوعة، إذ أنها تعتبر الواحة الأكبر من نوعها في الجزيرة العربية والمدخل إلى الربع الخالي.
اليوم باتت ليوا واحدةً من أهم المناطق استقطاباً للزوار والسياح على مستوى المنطقة، لينعموا بالهدوء والطمأنينة في قلب الطبيعة، ساعدها في هذه المهمة ذلك المزيج المتجانس بمنتهى العفوية بين الحاضر والماضي، ففيها واحد من أعلى الكثبان الرملية بالعالم، كما يوجد فيها حصون وقلاع تاريخية تشهد على أن هذه الأرض شهدت ملحمة من الملاحم التاريخية التي خطّت شجاعة وصبر الرجال في مواجهة قسوة الطبيعة الصحراوية وتحويلها إلى واحات وبساتين من النخيل.
تذكر المصادر التاريخية التي جمعها الخبراء والباحثون حول ليوا، أنها كانت في الماضي ملاذاً آمناً لأبناء أبوظبي حالت دون وصول أي غريب غير راغبٍ بالخير إلى أرضها. ولطالما عرفت بكونها واحة تتسع بسماحتها وكرمتها لكل سائلٍ، وبكونها قلعة بدوية أصيلة تجذب الآخرين نحو ماضي دولة الإمارات العربية المتحدة. إذ يقول أحد المستشرقين : “ما يجعل الصحراء جميلة هو أنها تخفي واحة ما في مكان ما” .
ومنذ سنوات تحولت ليوا إلى وجهة حديثة متكاملة تتوافر فيها كافة الخدمات الضرورية فقد حظيت برعاية خاصة من حكومة إمارة أبوظبي حولتها إلى ما هي عليه اليوم كنقطة علام في الحركة الزراعية والسياحية في المنطقة والعالم، وكمجالٍ اقتصاديّ مزدهر بفضل مزارعها التي تنتج أصناف وأنواع متعددة من الخضراوات والمزروعات والتمور.
بدوره قدّم مهرجان ليوا للرطب الذي اقترن وجوده باسمها، دعمه الكامل لليوا ملقياً الضوء على أهميتها الجغرافية والحياتية والسياحية، مستقطباً الأنظار إليها سنوياً.