اللجنة العليا المنظمة لمهرجان ليوا للرطب تبحث الاستعدادات
عقدت اللجنة العليا المنظمة لمهرجان ليوا للرطب اجتماعا ً ظهر الثلاثاء لبحث الاستعدادات لانطلاق المهرجان يوم السبت المقبل في مدينة ليوا بالمنطقة الغربية، حيث تقام الدورة العاشرة من المهرجان خلال الفترة من 12 ولغاية 18 يوليو الجاري تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وبتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وبرعاية ودعم العديد من الجهات الرسمية والمؤسسات الخاصة.
وأكد رئيس اللجنة العليا المنظمة سعادة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، اكتمال الاستعدادات لانطلاق الحدث المميز الذي أصبح ركيزة أساسية من فعاليات المنطقة الغربية، ومركز استقطاب جماهيري وإعلامي عربي ودولي لمدينة ليوا بوابة الربع الخالي، خاصة وأنّ المنطقة الغربية في إمارة أبوظبي تحظى باهتمام وطني رفيع المستوى يجسد طموح القيادة في أن تزخر المنطقة بالفرص الاقتصادية الواعدة للجميع، وجعلها مقصداً ثقافياً وسياحياً على المستوى الإقليمي والعالمي أيضاً.
وأوضح أنّ الفعاليات المتنوعة التراثية والثقافية والرياضية التي تقيمها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في إمارة أبوظبي على مدار العام في مدن المنطقة الغربية، بتوجيهات من القيادة الرشيدة، تعتبر أحد أهم الوسائل لتجسيد هذا الطموح، الأمر الذي دفع القائمين على اللجنة للعمل بجهد وإخلاص كبيرين لتجسيده واقعاً ملموساً، وذلك من خلال أربعة مهرجانات أساسية ساهمت في وضع المنطقة الغربية على الخارطة السياحية العالمية، هي مزاينة بينونة للإبل، مهرجان الظفرة، مهرجان الغربية للرياضات المائية، ومهرجان ليوا للرطب.
حضر الاجتماع كذلك كل من السيد عبدالله بطي القبيسي مدير المشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، السيد عبيد خلفان المزروعي مدير المهرجان، السيد مبارك القصيلي عضو اللجنة العليا المنظمة، والسيد عيسى سيف المزروعي عضو اللجنة العليا المنظمة.
واعتبر سعادة محمد خلف المزروعي ما أعلنته- في يونيو 2014 – منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الـ «فاو »، من ريادة تجربة الإمارات الناجحة في التعامل مع ظاهرة التصحر ، هو أوضح دليل على النهضة الزراعية في بلادنا التي تحققت بفضل تضافر الجهود التي تبذلها قيادتنا الرشيدة. ووفقا للأمم المتحدة فقد تمكنت دولة الإمارات خلال العقود الأخيرة من غرس حوالي 130 مليون شجرة منها 22 مليون شجرة نخيل، تشكل 20 في المئة من إجمالي أشجار النخيل في العالم، مما يعكس تقديرا دوليا متزايدا بأنّ الإمارات تساهم في انتشار الأراضي الخضراء والحدائق والمحميات الطبيعية، عبر تحويلها المزيد من المساحات الصحراوية الواسعة إلى أراض خضراء.
وتقدّم المزروعي بجزيل الشكر والامتنان لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حفظه الله، لدعمه اللامحدود لمشاريع صون التراث وتشجيعه الدائم على مواصلة تعزيز ثقافة المهرجانات والفعاليات الثقافية، مؤكدين الفخر بما حققته مزرعة سموه بالعين مؤخراً، من نجاح علمي باهر تجسد في حصاد أول رطب «الخلاص » قبل موسمه بشهرين للمرّة الأولى في منطقة الخليج العربي، وذلك بفضل السير على نهج المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي تحدى المستحيل، وتمكن من تحويل جفاف الصحراء إلى واحة خضراء يتفيأ في ظلالها الجميع. كما نجحت سابقاً تجارب مخبرية إماراتية في استنساخ البراعم الأولية لفحل نخيل نادر و وحيد، يتميز بوفرة حبوب اللقاح، ويكفي الواحد منه لتلقيح ما يقارب 25 نخلة تمر.
كما توجه بوافر الشكر والتقدير للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لرعاية سموه لكافة الجهود المبذولة في صون التراث الإماراتي العريق، وفي مجال دعم وتشجيع كافة المزارعين في الدورة الماضية 2013 ، وفي كافة الدورات والفعاليات التراثية الأخرى.
وأكد أنّ مهرجان ليوا للرطب يشكل موعداً هاماً بالنسبة لمزارعي النخيل عموماً وأهالي المنطقة الغربية على وجه الخصوص، لما له من أثر واضح في تطوير البنية التحتية الزراعية في المنطقة وتشجيع سكانها للحفاظ على شجرة النخيل والاعتناء بها .
وأشاد المزروعي بالدعم اللامحدود والمتميز للمهرجان من قبل سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، ومتابعته الدؤوبة من خلال توجيهاته الدائمة نحو التطوير المستمر لهذا الحدث المميز، وإضافة المزيد من المسابقات الهادفة والفريدة من نوعها.
وأعرب عن بالغ السعادة بالمكانة المميزة لمهرجان ليوا للرطب على خارطة المهرجانات التراثية في المنطقة، مُشيدا ً بالرعاية الكريمة للمهرجان من قبل سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، والذي يُقدّر دوما ويُثمن حرص أبناء المنطقة على صون موروثهم الثقافي والاجتماعي، وضمان توريثه للجيل الشاب.
كما توجّه بكل الشكر والتقدير إلى جميع الجهات التي تشاركنا هذا النجاح الباهر الذي يزداد ألقاً كل عام، والذي ما كان ليتحقق لولا اهتمامهم بزراعة الرطب، لما يحمله من احتفاء بالتراث والعادات الأصيلة ويساهم في ذات الوقت بتعزيز مساعي تطوير المجال الزراعي.
من جهته أكد مدير المهرجان عبيد خلفان المزروعي أنّ مهرجان ليوا للرطب يُعدّ الحدث الأبرز الذي يُعنى بشجرة النخيل المباركة وكل ما يرتبط بها.. ومع مرور 10 سنوات على انطلاق الدورة الأولى من المهرجان، تحوّلت الاحتفالية التي تقام على ما يزيد عن 20 ألف متر مربع إلى محطة رئيسة على خارطة المهرجانات السياحية التي تحتفل بها المنطقة الغربية في كل عام، والتي تستقطب في كل دورة ما بين 60 – 70 ألفاً من السياح والزوار مواطنين ومُقيمين .
وأوضح أنّ فعاليات هذه الدورة تتزامن وللمرّة الثانية، مع أجواء شهر رمضان المبارك، حيث يفتح المهرجان أبوابه للزوار يومياً في الفترة المسائية بعد الإفطار، من الثامنة مساءً ولغاية الواحدة بعد منتصف الليل، على أن يتم استقبال المشاركات يومياً من قبل لجان الفرز والتحكيم كما هو معهود في الفترة الصباحية .
وأشار إلى أنّ الدورة العاشرة التي نشهد افتتاحها السبت القادم، تحفل بالعديد من المفاجآت التي تخدم جهود دعم الموروث الثقافي الإماراتي، ومن أهمها الاستمرار للسنة الثانية على التوالي بـ 3 أشواط تشجيعية لكل من فئات الدباس والخلاص والنخبة، وهي مُخصّصة للمشاركين الذين لم يسبق لهم الفوز من قبل في أيّ من الدورات السابقة للمهرجان، وذلك بهدف مكافأتهم على مشاركتهم المتواصلة وتحفيزهم وتشجيعهم على بذل الجهود لمنافسة الآخرين .
كما تم استحداث مسابقة سلة “فواكه الدار” مسابقة “الفواكه الإماراتية المنوعة” التي تضم أنواعاً مختلفة ومتعددة من الفواكه المزروعة في حديقة المنزل أو المزرعة التي تعود ملكيتها للمشترك أي أن تكون محلية، وعلى أن لا تقل كل مشاركة عن 5 أصناف من الفاكهة، وقد تمت إضافة هذه المسابقة في سياق الجهود التي تبذلها إدارة المهرجان لتطوير هذا الحدث البارز وتعزيز الأداء والارتقاء بأصناف الفاكهة المحلية.
ولم تقف المفاجآت عند هذه المسابقة بل تمّ استحداث جائزة المزرعة النموذجية لأنظف مزرعة، بحيث يتم التسجيل في اليوم الأول من المهرجان، على أن يتم إعلان النتائج في اليوم الأخير، ومن المتوقع أن تشهد الدورة الأولى للجائزة مشاركة ما يقرب من 100 مزرعة من ليوا، مُشيرا ً إلى وجود لجنة تحكيم مكلفة بالتدقيق على المزارع الفائزة على مدار العام وليس فقط خلال أيام المهرجان. وتهدف المسابقة للارتقاء بجودة المزارع، وتحفيز مالكيها للاهتمام بنظافة مزارعهم وترميم المباني المصاحبة والتأكد من جودة شبكة الري وجودة التربة والمواد المستخدمة.
وأكد عبيد خلفان المزروعي أنّ حكاية مهرجان ليوا، هي حكاية عمر من المفاجآت حيث لا تكاد تخلو سنة من مفاجأة جديدة وخاصة عبر استحداث فئات جديدة، وفي هذه السنة سيشهد المهرجان في الدورة العاشرة ارتفاع عدد الجوائز إلى 215 جائزة مقابل 205 جوائز في دورة عام 2013، ليرتفع بالتالي مجموع الجوائز لما يزيد عن 6 مليون درهم عوضاً عن 5 ملايين درهم إماراتي.
وتشمل فئات مسابقة مزاينة الرطب، وهي الفعالية الرئيسية للمهرجان: الخنيزي، الخلاص، الدباس، أبومعان، الفرض، النخبة، أكبر عذج. كما تقام للمرة الرابعة على التوالي مسابقتا المانجو والليمون ضمن فعاليات مهرجان ليوا للرطب: المانجو المحلي، المانجو المنوع، الليمون المحلي، الليمون المنوع، إضافة لأجمل مجسم تراثي .
وتشكل مسابقات الرطب الفريدة من نوعها هدفاً للجميع للحصول على المراتب الأولى، حيث يتم إعلان النتائج بعد القيام بتدقيق المزارع وفقاً لمعايير دقيقة متعدّدة تشمل النظافة العامّة للمزرعة، والعناية بالنخلة، واستخدام أسلوب الري الأمثل في توفير مياه السقي، إضافة الى الالتزام بمواعيد تسليم العيّنات حسب الفئات والتواريخ التي يتم تحديدها من قبل اللجنة المنظمة.
ويُعّد السوق الشعبي الذي يقام على هامش مهرجان ليوا، ويتجاوز عدد محلاته 160 محلاً، ركناً أساسياً من أركان هذا الحدث السنوي المميز، حيث تعكس منتجاته روح وأصالة المجتمع الإماراتي، وتستفيد منه أكثر من 300 أسرة إماراتية تعرض للأدوات والمعدّات والصناعات اليدوية القديمة التي شكلت أساس حياة الآباء والأجداد، والمُستمدة في معظمها من النخيل والتمور .
وتقام أيضاً العديد من الجلسات الثقافية التي تهدف الى تسليط الضوء على التراث الإماراتي والتوعية بأبرز معالم الموروث الشعبي، فضلا عن أنّ المهرجان بات يُشكّل فرصة سنوية لعرض أحدث الابتكارات والمواد الغذائية التي تعتمد في تصنيعها على الرطب والتمر وكل ما يتعلق بشجرة النخيل .
ولم يغفل مهرجان ليوا الاهتمام بزواره من الأطفال الذين يتوافدون إليه بصحبة الأهل للتعرف على تاريخ النخيل وعراقة التراث الإماراتي، حيث خصّص لهم عشرات الفعاليات المميزة من مسابقات ثقافية وورش رسم تتناول موضوع النخيل، وتعريف الأطفال بفضائل هذه الشجرة المباركة .
واعتبر مدير مهرجان ليوا للرطب أنّ هذا الحدث يشكل فرصة هامة لالتقاء المزراعين بالجمهور من مختلف الجنسيات والفئات العمرية للتعرف على طرق زراعة هذه الشجرة وحمايتها إلى جانب التعرف على أنواع الرطب، من خلال شروط المسابقة التي تفرض على المشتركين والتي تتمثل في العديد من الأمور من أهمها الاهتمام بنظافة المزرعة، والعناية بالنخلة، واستخدام أسلوب الري الأمثل في توفير مياه السقي، علما ًبأن وزن المشاركة في الأصناف الفردية يجب أن لا يقل عن 20 كيلو غرام، أمّا النخبة فلا تقل عن 4 كيلو غرام.
وأوضح المزروعي أنه تم تغيير مسمى مسابقة أجمل عرض تراثي لتصبح بالتالي “أجمل مُجسّم تراثي” الذي يشترط استخدام المواد الطبيعية في العمل في أي من مجالات التراث الإماراتي العريق، ويُراعى عدد القطع التراثية المستخدمة في العمل، مدى الإتقان والتناسق بين المواد المستخدمة، وأن يكون العمل مُعبراً عن نمط من أنماط الحياة القديمة، ومن شروط الاشتراك بمسابقة أجمل مجسم تراثي أن تكون أبعاد المجسم ما بين 1بـ 1 متر، و2 بـ 2 متر كحد أقصى.