تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تنطلق غدا الخميس فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان الظفرة الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، خلال الفترة من 10 ولغاية 30 ديسمبر 2015، وذلك في مدينة زايد بالمنطقة الغربية بإمارة أبوظبي.
وعقدت اللجنة العليا المنظمة صباح اليوم الأربعاء بأبوظبي مؤتمرا صحافيا للكشف عن فعاليات وتفاصيل الدورة الجديدة من المهرجان الذي تحوّل إلى حدث إقليمي وعالمي كبير، ويشتمل على 15 مسابقة تراثية، وذلك بحضور كل من السيد عبيد خلفان المزروعي مدير الفعاليات التراثية في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، والسيد محمد بن عاضد المهيري مدير مزاينة الإبل في مهرجان الظفرة.
وفي كلمته خلال المؤتمر الصحافي، أكد السيد عبيد المزروعي أنّ هذا الحدث الذي يُقام دوما وسط اهتمام إقليمي وعالمي، يعكس عراقة الإمارات، واهتمام أبوظبي بصون تراثها، خاصة وأن الإبل والصقور والخيول والصناعات اليدوية والتمور تشكل جميعها مفردات أساسية في تراثنا الثقافي الذي نعتز ونفخر به.
وقال: نلتقي اليوم لنسجل انطلاقة ناجحة أخرى لمهرجان الظفرة، وهو المهرجان الذي أصبح، كرنفالاً تراثياً لافتاً، ليس لتراث أبوظبي ودولة الإمارات وحسب، ولكن للمنطقة ككل. ومن خلال هذا التراث، لا نستعيد تراث الآباء والأجداد فقط، بل نؤسس لعصرنا الراهن ومستقبلنا الزاهر، وهذا التواصل بين الماضي والحاضر هو سر النجاح.
وأوضح أنّ اللجنة العليا المنظمة قد أنهت كافة الأعمال التنظيمية واللوجستية من حيث أعمال الطرق والبنية التحتية، وكذلك تأمين كافة الخدمات والمرافق التي تخدم الزوار وعائلاتهم مع توفير قرية خاصة للأطفال، وإعداد برامج سياحية لمحبي اكتشاف المنطقة وسحر المهرجان.
وأكد المزروعي أنّه منذ انطلاقة أول موسم لمهرجان الظفرة حتى يومنا هذا، استطاع هذا الحدث أن يسرد تاريخ الإمارات وأن يُبرز مدى تلاحم ماضيه العريق مع حاضره المجيد، وذلك من خلال طرح العديد من المسابقات التراثية والفعاليات المتميزة، مؤكدا بذلك أنّ تراث الإمارات هو اليوم والأمس والغد، وهذا بحد ذاته يعتبر أجمل ما يُضاف لمكانة التراث الثقافي لدولة الإمارات على الصعيد العالمي.
وعلى مدى المواسم السابقة أثبت المهرجان جدارته كمحطة تعريفية ومنصّة تراثية شكلت فرصة حقيقية لتعريف الأجيال الحالية والقادمة بأسس النهضة التي ارتكزت إليها دولة الإمارات، للوصول إلى ما هي عليه اليوم من تطور وتقدم. كما يعتبر المهرجان عاملا مُهمّا للمساهمة في إنعاش الحياة الاقتصادية بشكل واضح وكبير على مستوى المنطقة الغربية.
فالمهرجان ساهم في التعريف بالمنطقة الغربية على نطاق عالمي واسع مع انطلاق الدورة الأولى في عام 2008، وخاصة مع الاهتمام الكبير من قبل المؤسسات الإعلامية التي أشادت بدور المهرجان في تطبيق الاستراتيجية الثقافية لأبوظبي وبجهود صون التراث، ووصفته بأنّه أكبر مهرجان لحياة البداوة في العالم، حيث تتحوّل منطقة الظفرة عند أبواب الربع الخالي إلى مقصد لقوافل الإبل والمُشاركين من دول الخليج العربي.
ويأتي هذا النجاح وهذه الإنجازات في إطار سعي القيادة الرشيدة لأن تجعل من المنطقة الغربية مقصدا ثقافيا وسياحيا على المستوى العالمي، وإلى تثبيت مكانتها على الخارطة الاقتصادية المحلية والإقليمية، بالإضافة إلى تعزيز البنية التحتية وتطوير الإمكانيات البشرية.
وذكر أنّ مهرجان الظفرة الذي تنظمه أبوظبي سنوياً منذ عام 2008، يهدف إلى استدامة عادات وتقاليد المنطقة وحياة البداوة، عبر مجموعة من المسابقات والفعاليات التراثية الفريدة من نوعها. والمهرجان بفضل ما يلقاه من دعم ومتابعة مستمرة من قيادتنا الرشيدة، يكتسي في كل دورة حلة جديدة من خلال ما يضاف إليه من فعاليات مميزة.
ويشتمل المهرجان الذي ينطلق في شكله ومضمونه من الروح البدوية الأصيلة، على 15 مسابقة وفعالية تراثية في دورته الجديدة بمجموع جوائز يفوق 50 مليون درهم، وهي: مزاينة “بينونة” للإبل، مزاينة “الظفرة” للإبل (فئتي الأصايل والمجاهيم)، سباق الإبل التراثي، مسابقة المحالب، سباق الخيول العربية الأصيلة، مسابقات الصيد بالصقور، سباق السلوقي العربي التراثي، مسابقة التصوير الفوتوغرافي، مزاينة التمور وطرق تغليفها، السوق التراثي والحرف اليدوية، قرية الطفل، مسابقة اللبن الحامض، مزاينة غنم النعيم، مسابقة السيارات الكلاسيكية، ومسابقة أجمل مخيم للمشاركين.
وفي هذا الموسم الجديد، فإنّ اللجنة العليا المنظمة قامت بضم “مزاينة بينونة للإبل” ضمن فعاليات مهرجان الظفرة، لينطلق بها الحدث غداً الخميس بمشاركة ملاك الإبل من أبناء دولة الإمارات حصراً، وصولاً لمزاينة الظفرة التي تفتح باب المشاركة لجميع ملاك الإبل من دول مجلس التعاون ودول أخرى.
وتشهد الدورة الجديدة كذلك انتهاء المرحلة الأولى من مشروع السوق الشعبي التراثي الدائم للمهرجان، وذلك بالتعاون مع شركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية المحدودة (أدكو)، والتي بدورها تعد من أهم الجهات الداعمة للمهرجان. ويضم السوق حين تنفيذه كاملا حوالي 200 محل، وتبلغ مساحته الإجمالية ما يُقارب 48 ألف متر مربع، وتم إنشاؤه قرب المنصّة الرئيسة لمزاينة الإبل، وبذلك تتواجد غالبية فعاليات مهرجان الظفرة في موقع واحد يُتيح للزائر والسائح التجوّل بين مختلف المسابقات وأركان الحدث بسهولة كبيرة.
ويأتي السوق تلبية لاحتياجات المنطقة، ويُراعي تأمين مختلف الخدمات ومواقف السيارات وحافلات السياح، ومعايير الأمن والسلامة العالية.. فضلا عن تخصيص منطقة للعارضين والرعاة والداعمين وقرية ترفيهية تثقيفية للأطفال، ومنطقة تعرض لمختلف تفاصيل الحياة البرية قديماً.
ويهدف إنشاء السوق الشعبي الدائم لمهرجان الظفرة للمحافظة على الحرف اليدوية الإماراتية التقليدية، والترويج لها بما يضمن بقاؤها على المدى البعيد، فضلاً عن سد حاجة المنطقة الغربية من المنتجات ذات الصبغة الثقافية المناسبة للسياح، وفي نفس الوقت التعريف بقيمة وتاريخ هذه الحرف.
وتعمل أبوظبي على إحياء هذه الصناعات، ورفع درجة الوعي بأهمية الحرف اليدوية وتشجيع الأبناء على تعلمها وممارستها وتنمية مهاراتهم وتطوير منتجاتهم بما يتناسب مع متطلبات العصر، انطلاقا من أن هذه الحرف تمثل قطاعاً اقتصادياً فاعلاً يسهم في توفير وخلق فرص عمل لشرائح كبيرة من المجتمع، وبخاصة النساء.
وسوف تطرح فعاليات الدورة التاسعة في قالب تشويقي ترفيهي تعليمي يُكرّس نظرة واقعية ودقيقة للحياة في دولة الإمارات خلال مئات السنين، وسيتضمن الكثير من الأنشطة والمسابقات الشيقة التي سيستمتع بها أفراد العائلة أهمها “قرية الطفل”، والتي بدورها تشكل ملتقى تعليمي ترفيهي لتشجيع البحث والاستكشاف، وتعريف الطلبة بالعادات والتقاليد الأصيلة.
وللمرّة الأولى خلال هذه الدورة ستنطلق مسابقة “أجمل مُخيّم للمُشاركين”، وذلك تشجيعاً لآلاف المُشاركين في مزاينة الإبل على تطوير مخيماتهم (عزبهم) بما يتناسب وأهمية الحدث، واستقبال ضيوف المهرجان في أبهى وأجمل حلة، حيث أنهت اللجنة العليا المنظمة كافة أعمال البنية التحتية والخدمات اللوجستية المتنوعة للمُشاركين، خاصة مع الاحتفالات التي تُقام عادة بشكل يومي في مخيمات ملاك الإبل احتفاءً بفوز إبلهم في أشواط المزاينة.. ومن المتوقع تزايد عدد السياح والزوار لمدينة زايد أثناء فترة المهرجان، حيث يتوافدون سنويا لبوابة الربع الخالي للتعرّف على حياة الصحراء والتمتع بأصالة العادات والتقاليد العربية.
وأكد عبيد المزروعي أنّ مهرجان الظفرة يمثل خطوة هامة للحفاظ على تراثنا العريق، واللجنة العليا المنظمة للمهرجان كرّست جهودها لتكون النسخة الحالية للمهرجان استثنائية بكل المقاييس لهذا العام، ومليئة بالفعاليات التراثية المناسبة لجميع شرائح المجتمع.
وتوجّه بهذه المناسبة بالشكر لكل من ساهم في تقديم مختلف أشكال المُساندة لتنظيم هذا الحدث المميز: راعي المهرجان شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك”، راعي مزاينة الإبل شركة المسعود للسيارات، ورعاة المسابقات التراثية (الاتحاد للقطارات، بن حمودة للسيارات، سيكيورتيك، ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية).
كما شكر كافة الجهات الداعمة للمهرجان: ديوان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، دائرة الشؤون البلدية – بلدية المنطقة الغربية، القيادة العامة لشرطة أبوظبي، جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، مركز إدارة النفايات بأبوظبي “تدوير”، نادي صقاري الإمارات، نادي أبوظبي للصقارين، شركة أبوظبي للتوزيع، الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، والمجموعة العلمية المتقدمة، إضافة للداعم الطبي “مستشفيات الغربية”.
وفي الختام، توجّه بالشكر لجميع المُحكمين في مختلف المسابقات لما يبذلونه من جهود كبيرة، ولجميع المشاركين في كافة المسابقات من دولة الإمارات ودول مجلس التعاون.
وذلك الشكر لجميع وسائل الإعلام التي ساهمت في تحويل هذا الحدث التراثي المهم، إلى مدرسة لصون الهوية الوطنية تُعلم التراث لأبنائنا، وتُربيهم على الاعتزاز بتقاليدنا وقيمنا الأصيلة.
من جهته كشف محمد بن عاضد المهيري مدير مزاينة الإبل في مهرجان الظفرة، عن انطلاق فعاليات المهرجان بدءاً من صباح يوم غدٍ الخميس بمزاينة بينونة للإبل لمدة 5 أيام، والتي تتضمن 38 شوطا ً للمحليات الأصايل والمجاهيم، علما بأنّ المُشاركة بها خاصة بملاك الإبل من أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة حصراً.
أما فعاليات مزاينة الظفرة للإبل فتنطلق اعتباراً من يوم 19 ديسمبر ولغاية 30 ديسمبر 2015، وتتكون من 72 شوطا ً للمحليات الأصايل والمجاهيم، والمُشاركة فيها مفتوحة لكافة ملاك الإبل من دول مجلس التعاون الخليجي ومن يرغب من دول أخرى، فيما تمّ إجراء بعض التعديلات على الأشواط واستحداث أشواط تشجيعية بما يُساهم في توفير فرص متكافئة للمشاركين وتشجيع ملاك الإبل وتحفيزهم على العناية بإبلهم وعلى التواجد في هذا الحدث التراثي الهام.