تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، انطلقت صباح اليوم السبت مسابقة مزاينة الظفرة للإبل ضمن فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان الظفرة التي تستمر لغاية 30 ديسمبر 2015، وذلك في مدينة زايد بالمنطقة الغربية بإمارة أبوظبي وسط حضور جماهيري كبير ومشاركات واسعة من أشهر ملاك الإبل في منطقة الخليج العربي.
ويتضمن المهرجان العديد من الفعاليات والأنشطة والبرامج التي تلبي طموحات واحتياجات كافة المشاركين والزوار حيث يشتمل على (15) فعالية ومسابقة تراثية بمجموع جوائز يفوق 50 مليون درهم: مزاينة “بينونة” للإبل، مزاينة “الظفرة” للإبل (فئتي الأصايل والمجاهيم)، سباق الإبل التراثي، مسابقة المحالب، سباق الخيول العربية الأصيلة، مسابقات الصيد الصقور، سباق السلوقي العربي، التصوير الفوتوغرافي، مزاينة أفضل أنواع التمور، ومسابقة أفضل طرق تغليف التمور، السوق التراثي والحرف اليدوية، قرية الطفل، مسابقة اللبن الحامض، ومزاينة غنم النعيم، إضافة لمسابقة أفضل مخيم للمشاركين والتي تقام للمرة الأولى.
واعتبر معالي فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، أنّ مهرجان الظفرة نجح في الترويج للتراث الإماراتي الأصيل وتعزيز جهود صونه والحفاظ عليه، ويُسهم عاماً بعد آخر في وضع المنطقة الغربية على خارطة السياحة العالمية مُعرّفاً بها وبتفاصيل ثقافتها وأصالتها وتقاليد أهل الإمارات.
وأكد أنّ المهرجان استطاع تحقيق مكانته المميزة بفضل الدعم اللامحدود من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله لمشاريع صون التراث وتشجيعه على مواصلة تعزيز ثقافة المهرجانات التراثية، وكذلك الاهتمام الكبير من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بجهود صون التراث العريق والمحافظة على تقاليدنا الأصيلة، والمتابعة الدائمة للمهرجان واستراتيجية تطويره من قبل سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، باعتبار فعاليات مهرجان الظفرة تمثل أحد أهم مقومات الحفاظ على هويتنا الوطنية ورصيدنا الحضاري.
واعتبر المزروعي أنّ مزاينة الظفرة للإبل ومنذ انطلاقتها الأولى في إبريل 2008 بتوجيهات من القيادة الرشيدة، تمكنت من تحقيق السبق في أن تصبح أكبر وأشمل مزاينة للإبل من نوعها، وذلك بفضل الدعم الواسع والثقة الكبيرة التي مُنحنا إيّاها، كما أنّ اللجنة المنظمة تسعى دائماً لتطوير المهرجان وتنويع فعالياته، مع الأخذ بالاعتبار آراء واقتراحات المشاركين والزوار على حد سواء.
وأكد أنّ المنطقة الغربية استعدّت جيدا لهذه التظاهرة الثقافية والتراثية والاقتصادية التي تشهدها مدينة زايد، لتعكس في نفوس زائريها وضيوفها حكايا التاريخ والحضارة والتطور في تآلف وتناغم فريد من نوعه يمزج بين عراقة وأصالة الماضي وحداثة الحاضر.
وقد نجحت مزاينة الظفرة للإبل في تأكيد مصداقيتها ومكانتها، وعاماً بعد آخر تطوّرت فئات وأشواط المزاينة وجوائزها، فازداد عدد المطايا المُشاركة لما يزيد عن 35 ألف جمل بما يؤكد أهمية ومكانة ومصداقية مزاينة الظفرة التي تمتاز بكونها مفتوحة لجميع أبناء منطقة الخليج العربي، حتى وصفتها كبرى الصحف العالمية بأنّها أكبر تجمع للإبل في التاريخ.
وأكد فارس خلف المزروعي أنّ أبوظبي خطت بتوجيهات من القيادة الرشيدة، خطوات كبيرة وواثقة، وحققت إنجازات مهمة في فترة زمنية وجيزة، وذلك في سعيها للمحافظة على التراث العريق لدولة الإمارات، وبالتوازي مع حرصها البالغ على التعاون وتبادل المعرفة والخبرات مع ثقافات الشعوب الأخرى.
ورحّب بمشاركة كافة ملاك الإبل من مختلف الدول، وتشريفهم لنا في دار زايد، مُتمنياً لهم منافسات مميزة ومُشاركات ناجحة، ومتوجها لهم بوافر الشكر والتقدير لحرصهم على التواجد في مهرجان الظفرة في كافة دوراته.
35 ألف ناقة في اكبر تجمع للإبل
يشهد مهرجان مزاينة الظفرة للابل في نسختها التاسعة أكبر تجمع للابل على مدى الدورات السابقة حيث بلغ عدد الابل المشاركة أكثر من 35 ألف ناقة، وهو ما يعكس مدى نجاح المهرجان في تحقيق أهدافه واستقطابه لملاك الإبل.
وأكد محمد عاضد المهيري مدير مزاينة الظفرة للابل ان النسخة الحالية من مهرجان مزاينة الظفرة للابل تميزت عن باقي النسخ الماضية حيث تجاوز عدد الابل اكثر من 35 ألف ناقة من المشاركين في مزاينة بينونة ومزاينة الظفرة للابل موضحا ان النسخة الحالية شهدت تعديل بعض الشروط التي كان لها اثر فعال في زيادة عدد المشاركين وبالتالي زيادة اعداد الابل المشاركة.
وأشار المهيري إلى أن اللجنة المنظمة قامت بإجراء عدد من التعديلات اللازمة في أشواط المزاينة، وذلك بهدف تحقيق المزيد من التطوّر للمسابقة، فضلاً عن توفير المستلزمات الخدمية للمُشاركين وإبلهم وفق الأصول المتبعة، بغرض توفير فرص متساوية للفوز للجميع دون استثناء.
حيث شارك في الدورة الثامنة في العام الماضي أكثر من 1500 مالك للإبل بما يقدر بنحو 25 ألف ناقة، وفاق مجموع جوائزها الـ 50 مليون درهم إماراتي، بما في ذلك كافة المسابقات التراثية الأخرى للهجن والخيول والسلوقي والصقور والغنم والتمور، حيث فاز 1045 مُشاركاً منهم 656 فائزاً في 77 شوطاً من مزاينة الظفرة للإبل للمحليات الأصايل والمجاهيم.
ويذكر أنّ عدد أشواط مزاينة الإبل بلغ (72 شوطاً) في الدورة السابعة 2013، (70) شوطا في الدورة السادسة 2012، بعد أن كان عددها ( 56 ) شوطا في الدورة الخامسة 2011، و(42) شوطاً في الدورة الرابعة 2010.
وأضاف المهيري أنّ التعديلات في أشواط الدورة الحالية تحقق أهداف المهرجان في الحفاظ على السلالات الأصيلة, والتعريف بالثقافة البدوية, وتحفيز ملاك الإبل واستيعاب المشاركات المتزايدة بالنظر إلى المكانة الكبيرة التي بات يحتلها المهرجان على صعيد دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يشهد حجم المنافسة مزيداً من الحماس والإثارة، كما أنّ استعدادات المُشاركين والمُنظّمين تتصاعد من عام لآخر مع اكتساب المزيد من الخبرات وارتقاء معايير المنافسة نحو الأفضل.
المتعة والإثارة عنوان قرية الطفل في مهرجان الظفرة
تحظى الفعاليات المتنوعة التي تقدمها قرية الطفل في النسخة التاسعة من مهرجان مزاينة الظفرة للإبل التي تنطلق بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي بمجموعة متميزة من الفعاليات المخصصة للأطفال ضمن قرية الطفل، حيث يمكن الاستمتاع بالعروض اليومية، ومسابقات الأطفال المتنوعة والتي رصدت لها اللجنة المنظمة للمهرجان هدايا وجوائز قيمة.
وأوضحت ليلى القبيسي مسئولة قرية الطفل ان العام الحالي يشهد العديد من الفعاليات والبرامج الجديدة والمتجددة كما تعودت قرية الطفل أن تقدمها كل عام خلال مهرجان مزاينة الظفرة للإبل ويتضمن العام الحالي التركيز على مبادرة «عام 2016.. عام القراءة» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، لتمثل خطوة جديدة في مسيرة دولة الإمارات نحو ترسيخ ثقافة العلم والمعرفة والاطلاع على ثقافات العالم .
ومن هذا المنطلق تتضمن الفعاليات مسابقة القصة المصورة والتي يقوم خلالها الطفل بكتابة قصة مصورة من وحي خيالة على أن يتم تجميع الأعمال المشاركة وتحديد الفائزين في نهاية المهرجان وقد رصدت لهم اللجنة جوائز قيمة .
كما سيتم تنظيم عدد من ورش العمل منها ورش لتعليم صناعة الخوص والتلي وتفصيل الملابس للفتيات وكذلك ورشة لتصنيع الألعاب القديمة.
وأشارت القبيسي إلى أنّ جميع هذه الفعاليات هي أنشطة ترفيهية تثقفية وتوجيهية متنوعة إلى جانب العديد من البرامج المخصصة للأطفال تتناسب وجميع أفراد الأسرة، كما وتشتمل قرية الأطفال على تنظيم مسابقات ثقافية يومية، منها مسابقات يومية مخصصة للأطفال، مسابقة الشداد والتي خصصت لثلاثة فائزين في اليوم، الأشغال اليدوية المخصصة للأطفال، إلى جانب مسابقتي أفضل زي تراثي للبنات، وأفضل زي تراثي للنساء، إلى جانب مسابقة اليولة والمفتوحة لكافة الأطفال الراغبين بالمشاركة في هذه المسابقة، مسابقة المرسم الحر والتي ستشهد يومياً ورش تلوين وفعاليات غيرها، ومسابقة القصة القصيرة، إضافة إلى مسابقة الراوي .
وقالت ليلى القبيسي ” يتخلل قرية الطفل عروض موسيقية تراثية وعرض خفة اليد، شخصيات متحركة للأطفال، أسئلة تثقيفية متنوعة مع جوائز عينية ” بما يعكس سعي اللجنة المنظمة لتحقيق طموحات أكبر شريحة من هذه الفئة من خلال تعريفها بالعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، ويعزز المهرجان من مكانته كملتقى لتعزيز الروابط الأسرية ومشاركة جميع شرائح المجتمع في هذا الحدث التراثي الهام ”
وأوضحت أننا نسعى من خلال هذه الفعاليات إلى جذب الأطفال مجدداً إلى فعاليات المهرجان، حتى تكون البيئة المثالية التي تقدم الكثير من الفعاليات والأنشطة والبرامج الهادفة والممتعة، التي تثري يومهم في أمور نافعة ومفيدة، من خلال صور ومشاهد شيقة، تنقلهم إلى العالم الخارجي عبر ما تقدمه القرية من برامج مميزة، مؤكدة حرصهم على توفير برامج مفيدة للأطفال في هذه الفترة، بما يعود بالنفع عليهم، ويشغل أوقات فراغهم في جو متميز بالترفيه والثقافة والمعلومات بإدارة مشرفين على درجة عالية من الكفاءة .
وختمت القبيسي بقولها إنّ قرية الطفل هي عالم من الترفيه والتثقيف في آن، هي عالم من الحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا الإماراتية المتأصلة في جذور عبر نقلها إلى أجيالنا اليوم لحفظها وغرسها في نفوسهم، وتعليمهم حب الوطن والحفاظ على الهوية الوطنية من خلال هذه الأدوات التي تشكل لهم فرصة للاستمتاع والترفيه ومشاركة ذويهم في فعاليات هي الأقرب لقلوبهم.
شروط ومعايير مسابقة مزاينة الغنم
أوضح عبيد خلفان المزروعي مدير الفعاليات التراثية في مهرجان الظفرة شروط ومعايير مسابقة مزاينة الغنم المقامة ضمن فعاليات مهرجان مزاينة الظفرة للابل مشيرا الى إنّ الشروط العامة للمسابقة ستكون متضمنة الفئات التالية ” شوط أجمل فحل، شوط أجمل شاة، شوط أجمل جذع، شوط أجمل جذعة، شوط فئة الإنتاج من 5 رؤوس المفتوحة للإنتاج والشرايا، شوط الجمل 10 رؤؤس والمفتوحة أيضاً للإنتاج والشرايا”.
وقد حددت اللجنة أيضاً بعض الشروط الإضافية التالية “أن يكون الحلال ضمن ملكية الشخص المشارك، في جميع الأشواط الفردية حيث يحق المشاركة برأس واحد فقط، كما سوف يتم استبعاد المشاركات غير المصنفة من قبل الحكام، على أن يكون صوف الحلال المشارك لا يزيد عن فترة شهر من حلقه”، وتهدف هذه الشروط إلى تعريف الجميع وبخاصة المشاركين بكيفية الاعتناء بالغنم فئة النعيم تحديداً، كما أن المسابقة هذه تتيح لهم فرصة التنافس والفوز وتحفزهم على بذل المزيد من الجهود في حماية هذه الفئة من المواشي.
وأكد المزروعي في الإطار نفسه أنّ اللجنة تسخر كل طاقاتها وخبراتها لحماية الهوية الإماراتية من الاندثار، وتسعى إلى تعريف المجتمع الإماراتي بعراقة تاريخه وأصالة حضارته، فالتاريخ سند الحاضر وجسر العبور للمستقبل، كما أن هذا المسابقة تعتبر شهادة حية عن الحقبات الماضية من تاريخ الإمارات في اعتماد الأجداد عليها في تحصيل قوت يومهم.
ولفت إلى أن مهرجان الظفرة من خلال فعالياته قد أسهم في الحفاظ على العديد من ركائز التراث من الاندثار، من خلال الحرص على عرض أدوات هذا التراث والتعريف به في كل عام من خلال فعاليات المهرجان الرئيسة مثال على ذلك الإبل بكافة فئاتها، والفعاليات التراثية المصاحبة للمهرجان أيضاً من خلال السوق الشعبي وغيرها الكثير، كما جسد هذا المهرجان مع موقعه في المنطقة الغربية، مركزاً عملياً لتعزيز الهوية الوطنية، وتثبيت مكانتها العربية والعالمية.