تعد الورشات التراثية الخاصة بالأطفال لوناً من ألوان الحياة الإماراتية القديمة، لذا وإيماناً من اللجنة المنظمة لمهرجان ليوا للرطب 2015 في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية كانت 3 ورشات فنية للأطفال، ضمن فعاليات قرية الأطفال التي تشهد إقبالاً متميزاً من قبل أطفال المنطفة الغربية مع أهاليهم الذين أتوا للإستمتاع في هذا العالم التثقيفي التعريفي المتميز.
وتهدف هذه الورشات إلى ربط الجيل الجديد من الأطفال بثقافة وتراث الإمارات، وتقدم “الورشة الأولى” ورشة المعجون شرحاً كافياً عن كيفية صنع نموذج مصغر من “قلعة مزيرعة”، حيث تقوم الفتاة المتواجدة في القرية بالإشراف على مجموعة من الأطفال وتعليمهم كيفية صنعها وبعد أن يكتمل تشكيل نموذج مصغر منها يتم إهدائها إلى الأطفال المشاركين لتكون ذكرى خاصة من قبل المهرجان.
وتقوم الورشة الثانية وهي ورشة تعليم أصول الحرف اليدوية في الإمارات على تعليم الأطفال كيفية صنع هذه المشغولات الحرفية بطريقة مبسطة لتسهل عليهم حفظها وتعلمها وبعد الإنتهاء من هذه الورشة يأخذ الأطفال معهم مشغولاتهم اليدوية ليفرحوا بأنهم مارسوا مهنة الأجداد بطريقة جميلة.
والورشة الثالثة ارتكزت على مخيلة الأطفال في صنع المزرعة التي يحلمون بها فتفاوتت الأشكال منهم من يحلم بمزرعة كبيرة مع منزل صغير، ومنهن من حلم بمنزل كبير ومزرعة صغيرة، وفي النهاية كانت المزرعة النموذجية حلم كل الأطفال رفيقة دربه إلى المنزل هدية من مهرجان ليوا للرطب 2015، بعد أن صنع النموذج الذي يحلم به بطريقة كاملة.
وقد اعتمدت هذه الورش على تشجيع الجمهور المتواجد إلى معرفة تراثهم من خلال المهن القديمة وأشياء تراثية أخرى كثيرة، وذلك من أجل الحفاظ على الخصوصية المحلية من خلال ترغيبهم في التعرف على أدوات التراث التي تشكل جزءاً مهماً من الانتماء الوطني.
وقال السيد عبدالله القبيسي مدير المشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية إن الاهتمام بالفعاليات التراثية يهدف في المقام الأول إلى غرس مجموعة من العادات والتقاليد التي تربينا عليها، ونحرص على توصيلها للأجيال الجديدة، كي تساعدهم على صقل شخصياتهم، خاصة في ظل انتشار استخدام الإنترنت والأجهزة الحديثة، التي تجعل أبناءنا وبناتنا يتعرفون على ثقافات مغايرة، تحمل من الأضرار أكثر مما تحمله من فوائد.
وتابع القبيسي من هنا تظهر أهمية الأنشطة التراثية التي تنظمها اللجنة، والتي تكمل دور البيت في غرس معاني الهوية، والقيم والسلوكات المرتبطة بأهل الإمارات، لأن الجيل الجديد يحتاج منا أن نوليه هذا الاهتمام وتعريفه بتراث الأجداد وماضي الحياة في دولة الإمارات العربية المتحدة، لأنه تاريخ مشرف ويستحق منا أن نفتخر به ونحمله رايته معنا مع كل جديد.
المرأة الإماراتية راوية تاريخ مهرجان ليوا للرطب
ولأن المرأة هي ركن المجتمعات بل وأساسها يسعى مهرجان ليوا للرطب 2015 وكعادته كما في كل مهرجان تراثي على إبراز المرأة الإماراتية كإمرأة فاعلة في المجتمع وعاملة، وليس هذا فقط بل إبرازها كأحد أهم رواة للتاريخ والتراث من خلال الجدات المشاركات والعاملات في الحرف التراثية، وكأحد المحافظين على التراث من خلال عرضها لهذه الأعمال وإصرارها على تعريف جمهور السوق الشعبي على معروضاتهن فيه، كما أنها تنقله لبناتها وأبنائها.
كما وتأبى المرأة في المنطقة الغربية إلا أن تبرز مشاركتها في فعاليات مهرجان ليوا للرطب 2015 وذلك من خلال مشاركتها في السوق الشعبي وسوق العرض للحرف اليدوية التراثية والتقليدية، والمسابقات التراثية، فمن خلال المحال التي خصصتها اللجنة المنظمة للمهرجان في السوق الشعبي للنسوة المشاركات، تبرز المرأة دورها ومشاركتها الفاعلة من خلال إنتاج وعرض إنتاجها من الأشغال اليدوية المرتبطة بالنخلة ومنتوجاتها من الرطب والتمور ومنتجات التمور المتعددة.
كما تخلل السوق الشعبي مشاركات لنساء أكدن أن التراث حاضر في قلوبهن وأعمالهن إلى جانب مراعاة التطور في إبداعاتهن والذي يشغل حيزاً كبيراً من اهتماماتهن.
كما أبرزت المرأة كذلك أعمال الأسرة في مسابقة العروض الثقافية، حيث حرصت المرأة على تصميم وتنفيذ أعمال تراثية مشاركة في المسابقة التراثية من خلال أعمال تبرز أساليب الحية والأدوات التراثية وأعمال مقارنة بين الماضي والحاضر في إمارة أبوظبي، وكان حرص الجيل الجديد من أبناء الإمارة على المشاركة في هذه العروض ومتابعتها كبيراً.
وحفل هذا القسم بالعديد من الصور القديمة لحكام أبوظبي والشيوخ وأبناء الإمارة، فالكثير من السيدات المشاركات علقن الصور في محلاتهن انتماء وولاء للقادة، كما شهد هذا الجناح حضوراً كثيفاً للجاليات الأوروبية التي حرصت على الحضور من أبوظبي لمتابعة فعاليات المهرجان.
وقالت فاطمة إحدى المشاركات في المهرجان أنّ السوق أتاح الفرصة لها لعرض مشغولاتها من الأدوات المنزلية والتعرف على سيدات يقمن بنفس عملها، كما ساعدها في التعرف على زبائن جدد والترويج لمنتجاتها اليدوية الصنع، واعتبرت أن المهرجان في نسخته هذه قد تطور عن الدورات السابقة وأتاح المجال لهن بشكل أوسع، وبخاصة أنهن تمكّن من عرض مشغولاتهن أمام زوار سياح أجانب وعرب من مختلف البلدان حول العالم.
وتابعت فاطمة التي تملك محلاً في السوق الشعبي إنّ مهرجان هو عرس ثقافي تراثي يذكرنا بالماضي الجميل ويحملنا مسؤولية الحفاظ على هذا التراث من خلال تشجيعنا ودعمنا في سبيل الإستمرار في ممارسة هذه الحرف اليدوية والترويج لها كمظهر من مظاهر الحياة الإماراتية، كما أنها تقرّب الجيل الجديد من ماضي الآباء والأجداد.
وختمت بالقول إنّ المرأة الإماراتية هي الراوي الأساسي في مهرجان ليوا للرطب فتجدها حاضرة في كل ركن في سوق الرطب، السوق الشعبي، الأجنحة المشاركة وفي بعض المسابقات، وهذا النجاح الذي نحن به إنما بفضل الله أولاً، وبفضل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والرؤية الحكيمة للقادة الرشيدة.