اختتمت مساء أمس السبت فعاليات الدورة الثالثة عشرة من المعرض الدولي للصيد والفروسية “أبوظبي 2015” والذي أقيم تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس نادي صقاري الإمارات خلال الفترة من 9 إلى 12 سبتمبر الجاري، وذلك بتنظيم من نادي صقاري الإمارات، وبدعم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وبرعاية مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الأصيلة، ومجلس أبوظبي الرياضي.
وقال عبدالله بطي القبسي، مدير المعرض، إن الدورة الحالية حققت نجاحا كبيرا، حيث شارك ما يزيد عن 650 شركة من 40 دولة على مساحة 41 ألف مترمربع هي المساحة الأضخم في تاريخ المعرض، ومثّلت دولة الإمارات في هذا الحدث الضخم 125 شركة، كما استقبل المعرض عشرات الآلاف من الزائرين، الأمر الذي يعكس مدى الاهتمام الرسمي والشعبي الكبير الذي يحظى به الحدث، حيث بات محط أنظار الشركات والزوار وهواة الصيد والطبيعة والباحثين عن المغامرة في عالم الصيد والفروسية، وأيضا وسائل الإعلام التي تواجدث على مدار الأربعة أيام الماضية في تغطية هذا الحدث الذي يسهم في تعزيز وتأكيد مكانة إمارة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة على خارطة السياحة التراثية العالمية ضمن سلسلة الفعاليات والمعارض والمهرجانات التي تعنى بصون التراث والحفاظ عليه.
وأشار القبيسي إلى أنّ المعرض استطاع أن يجمع كبريات الشركات المحلية والعربية والدولية في قطاع الرياضات الخارجية والرحلات وصناعات أسلحة الصيد والصناعات التقليدية والحرفية وحماية البيئة والتراث، على أرض موقع واحد لتبادل المعارف والخبرات، ولعقد الصفقات التجارية التي من شأنها أن تثمر الفائدة على جميع الأطراف.
وأضاف، “لقد ساهم المعرض بفضل الدعم اللامحدود من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والمتابعة الدائمة من قبل راعي المعرض سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس نادي صقاري الإمارات، في تعزيز جهود إحياء التراث الإماراتي والمحافظة على ركائز التراث العربي الأصيل بشكل عام وللمعرض بشكل خاص، والتي كانت من الأسباب الرئيسية للنجاحات المتواصلة التي يشهدها المعرض وللتطور النوعي والكمي الذي يفخر به”.
كما ساهم المعرض في رفع نسبة الوعي بحماية البيئة والحياة التراثية الأصيلة، وهي نشاطات تحرص القيادة الرشيدة للدولة ومن خلفها الجهات المنظمة والداعمة والراعية للمعرض على استمراريتها، حيث أثمرت هذه الجهود في إدراج الصقارة قبل خمسة أعوام في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو.
كما حقق المعرض قفزات وإنجازات نوعية خلال الدورات الماضية، إذ تضاعف عدد الشركات لأكثر من 17 مرّة بالمقارنة مع الدورة الأولى، كما تضاعفت المساحة الكلية بما يُقارب 7 مرّات.
وأشاد القبيسي بالمتابعة الإعلامية المميزة من قبل وسائل الإعلام المحلية على وجه الخصوص والتي كانت خير شريك في تحقيق النجاح الكبير للمعرض وفي إبراز رسالته التراثية الثقافية والصورة الحضارية المشرقة لدولة الإمارات كراعية للتراث الثقافي والصيد المستدام والبيئة.
وشهد المعرض هذا العام فعاليات اقتصادية ضخمة في عالم الصيد والفروسية وكل ما يرتبط بهم (برا، جوا، بحرا)، إلى جانب فعاليات ثقافية تراثية ورياضية مُتعدّدة ومتنوعة لكل أفراد الأسرة، حيث أقيم على هامش هذه الدورة فعاليات شيّقة تعنى بالتراث الثقافي والحضاري للدولة، وتنوعت بين الأنشطة والعروض والمسابقات، وهي موجّهة لكل أفراد الأسرة، ومن أهمها مسابقة أجمل الصقور المكاثرة في الأسر وأجمل منصة عرض للصقور، ومسابقات أجمل اللوحات الفنية والصور الفوتوغرافية في الصيد والفروسية والتراث، ومسابقات الشعر النبطي في وصف الطير والمقناص، إلى جانب مسابقات جمال السلوقي العربي، ومزادات الهجن، وفعاليات الرماية واستعراض الخيول والترويض ومهارات الكلاب البوليسية.
وضم المعرض بين أروقته التي تم تصميمها بشكل فريد يضمن سهولة التنقل وحسن المنظر، ركناً للصقارة وسوقاً شعبية وركناً للحرفيات في جناح هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وركناً آخر للحبارى الحية وورش عمل حول الحبارى في جناح هيئة البيئة في أبوظبي، وجناحاً ضخماً يعرض كل فعاليات ونشاطات وسباقات مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الأصيلة وكأس الشيخ زايد وبطولة العالم لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للسيدات.
كما قدم جناح لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي الذي تزيد مساحته عن ألف متر مربع، عناصر التراث الإماراتي بشكل متطوّر، من خلال فعاليات ثقافية وتراثية متنوعة تُعزز قيم الاعتزاز بالتاريخ والأصالة، منها حرف يدوية تقليدية وسوق شعبية، ومعرض للصور التراثية الإماراتية، ومجلس لاستقبال الضيوف وآخر للشعر والشعراء، وعروض للفنون الشعبية الإماراتية، وركن ترفيهي تعليمي للأطفال.
وعلى هامش المعرض أقامت أكاديمية الشعر التابعة للجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية أمسيات شعرية يومية شارك بها شعراء من الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي ومصر، أشادوا فيها بتضحيات أبناء الإمارات ضمن جهود إرجاع الشرعية لليمن الشقيق، وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق.