شهد ركن أكاديمية الشعر في جناح لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب حفل توقيع الطبعة الثانية (مزيدة ومنقحة) من “سفرجل” ديوان الشاعر الراحل راشد الخضر، من إعداد وتحقيق الكاتب والباحث سلطان العميمي، بحضور حشد كبير من المثقفين والشعراء والكتاب المهتمين، والجمهور المحب للقراءة والشعر من المعرض وخارجه.
وتأتي الطبعة الثانية من الكتاب لتؤكد على أن التجربة الشعرية عند راشد الخضر لا تزال محط إعجاب وانبهار مختلف الأجيال الشعرية في الإمارات، سواء منهم من عاصره أو من جاء بعده، ولا تزال قصائده محملة بذلك الوهج المدهش الذي جعلنا نتذوق في قصائده طعماً غير مسبوق.
وفي تقديمه للكتاب قال الباحث والكاتب سلطان العميمي “جاء هذا الديوان الذي ضم الأشعار النبطية للشاعر راشد الخضر تحت عنوان “سفرجل” الذي صدرت طبعته الأولى عام 2005 تزامناً مع مرور سنة على ولادته وربع قرن على وفاته، وأعيد طباعته بإضافات جديدة وتغييرات عديدة، إذ بعد صدور الطبعة الأولى من الديوان، تيسر لي أن أعثر على المزيد من قصائده النبطية غير المنشورة، كان مصدر بعضها الرواة من أصدقاء الخضر، وبعضها مصدره المخطوطات التي ظهرت مؤخراً”.
أمّا أهم التغييرات التي تم تحديثها في الطبعة الثانية فتتلخص بحسب العميمي في عدة نقاط هي “إضافة 22 نصاً شعرياً جديداً غير معروفة للخضر ولم يسبق نشرها في أي مصدر من قبل، منها ما كان كامناً محفوظاً في صدور الرواة، ومنها ما وجدته مدوناً في مخطوطات ومدونات شعرية لم تصل إلى أيدي البحث والتمحيص، وقد أفردت لهذه النصوص فصلاً في مقدمة هذه الطبعة”.
أمّا النقطة الثانية فهي أن الكتاب قد ضم أربع قصائد غير مشهورة للشاعر الخضر أوردناها في هذه الطبعة، وكانت قد نشرت في بعض المصادر المكتوبة ولكنها لم تنشر في أي ديوان من قبل ضمن متن قصائده، ومن ثم تم إضافة فصل ثالث ضم القصائد الجديدة التي عثرت عليها ونشرتها في الطبعة الأولى من ديوان “سفرجل” ولم تكن حينها معروفة أو منشورة من قبل في أي من المصادر أو المراجع وعددها 13 قصيدة وكل ذلك بحسب الباحث سلطان العميمي.
وتابع العميمي تضمن الفصل الرابع في هذا الديوان سائر قصائد الطبعة الأولى التي هي قصائد الخضر المعروفة من قبل، والتي وردت في مختلف المصادر والمراجع المطبوعة.
كما قام العميمي في هذه الطبعة الجديدة بتحديد المصدر الذي اعتمدت روايته لكل قصيدة في هامشها، وذلك بعد ذكر مختلف المصادر التي وردت فيها القصيدة نفسها.
واعتمد العميمي في ضوء الظاهرة السابقة، في هذه الطبعة روايات مختلفة أو جديدة لبعض القصائد، فاختلفت صياغة بعض أبياتها أو عددها أو ترتيبها من نص روايتها في الطبعة السابقة، وبقيت بعض القصائد على صيغتها السابقة، وفي هامش القصائد اكتفى الباحث والكاتب عند ذكر أي مصدر أو مرجع مطبوع، بذكر اسم العمل، مع ذكر اسم مؤلفه أو محققه مرة واحدة في المرة الأولى التي أشرت فيها إلى عمله، واكتفيت في المرات التالية التي يذكر فيها عمله بذكر اسم العمل.
قصائد الديوان كما أعاد الباحث تسمية بعض مصادر القصائد من المخطوطات في ضوء تمكنه من تحديد اسم مدونها، ولم يضم إلى هذه الطبعة بعض القصائد المنسوبة إلى الخضر في بعض المخطوطات والمراجع، نظراً لأن بعضها معروف بأنها تعود لشعراء آخرين، وبعضها يحمل لغة شعرية تختلف تماماً عن لغة الخضر في قصائده وأسلوبه الشعري المعروف من حيث الصياغة والأفكار.
ونجد في هذا الديوان أن الشاعر ابتعد عند تحقيقه قصائد الديوان عن المقارنة بين روايات النصوص في مختلف المصادر إلاّ ما كان للضرورة، واكتفى في هذه الطبعة بإضافة قصائد الخضر التي مصدرها الرواة والمخطوطات، ولم ترد في الطبعة الأولى.
لقد استبعد الباحث قصيدة من القصائد التي وردت في الديوان السابق منسوبة للشاعر الخضر بعد أن تأكد بمزيد من البحث والتدقيق أنها للشاعر رشيد بن ثاني، كما وعمل على شرح مفردات قصائد الديوان في الهامش دون العودة إلى أصلها اللغوي.
وبحسب الباحث والكاتب سلطان العميمي فإن إعداد هذه الطبعة الثانية من هذا الديوان فترة زمنية طويلة، راجعت خلالها القصائد مع عدد من الرواة لتحديد مناسباتها والفترة الزمنية التي قيلت فيها، وكذلك معاني مفرداتها وطريقة لفظ أبياتها ومفرداتها بالصورة الأقرب إلى الصحة وبحسب لهجة الشاعر، وقد ساعدني بصورة كبيرة في ذلك كل من الراوي والمدون والشاعر سيف بن حمد بن سليمان الشامسي، والراوي والشاعر راشد بن غانم العصري، وهما من أصدقاء الخضر وسمعا عنه عدداً غير قليل من قصائده، وتبينا منه معاني مفرداتها والرواية الأدق لبعض أبياتها أو أشطرها أو مفرداتها، ولا أنسى أيضاً كذلك فضل كل من أمدني بقصائد أو مخطوطات أو مصادر لشعر راشد الخضر وهم سمو الشيخ ناصر بن حميد النعيمي، والشاعر والمدون الراحل سلطان بن حمد سليمان الشامسي المعروف بسلطان الشاعر، والسيد نبيل قرقاش والمدون عبدالغني بحلوق، والباحث علي المطروشي، والباحث إبراهيم الهاشمي، والمدون راشد بن رحمة العويس، والباحث سعيد حمدان مترف الطنيجي.
وراشد بن سالم بن عبد الرحمن بن جبران السويدي الشهير بالخضر، هو شاعر إماراتي، يعتبر من أبرز شعراء الشعر الشعبي في دولة الإمارات العربية المتحدة .ولد سنة 1905 في إمارة عجمان، ولما أصبح في الثامنة من عمره توفي والده، وبعد سنوات أخرى توفيت والدته، وكان له شقيق يدعى عبدالرحمن توفي أيضاً في سن الثامنة عشرة وكان شاعرنا يصغر أخاه بسنتين.. وسمي ب “الخضر” لسمرةٍ خفيفة في لون بشرته، وقد اشتهر حتى بات لا يعرف إلا به. وقد بدأت حكايته مع الشعر منذ أن تفتحت مسامعه على قصائد والده الذي كان شاعراً. لم يتزوج خلال حياته، وكان بسيط الملبس والمسكن، ولديه الكثير من الأصدقاء، وكانت علاقاته كثيرة بشعراء عصره كالشاعر سالم الجمري وماجد بن علي النعيمي، ودارت بينه وبينهم مساجلات كثيرة.
– صدر للمؤلف سلطان العميمي: سالم الجمري (حياته وقراءة في قصائده)، علي بن قنبر (حياته وقصائده)، الماجدي بن ظاهر (سيرته وأشعاره وقصائد تنشر لأول مرة)، سالم بن علي العويس (حياته وأشعاره)، يعقوب الحاتمي (سيرته وأشعاره)، بنت بن ظاهر (أبحاث في قصيدتها وسيرتها الشعبية “عمل مشترك”)، أحمد بو سنيدة (حياته وأشعاره)، خمسون شاعراً من الإمارات (سلسلة مختارات نبطية من الإمارات)، ديوان محمد المطروشي (إعداد وتحقيق)، شعراء آل نهيان (إعداد وتحقيق)، ديوان خلفان بن يدعوه (تحقيق وإعداد)، ديوان رشيد بن ثاني (تحقيق وإعداد)، ديوان ثاني بن عبود (جمع وإعداد-عمل مشترك).