آخر الاخبار

أهم ما جاء في الفعاليات و المهرجانات

مسرح شاطىء الراحة

شاعرات “أمير الشعراء” في مواسمه السابقة يستعدن ذكرى مشاركتهن بالمسابقة، ويؤكدن جدارة المرأة بالحصول على اللقب

تزامناً مع الاستعداد لانطلاق الموسم السادس من برنامج “أمير الشعراء” الذي تنظمه وتنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، أعربت العديد من الشاعرات اللاتي شاركن في البرنامج في مواسمه السابقة عن فخرهن بالمشاركة بالبرنامج، وأكدن على أن حصول شاعرة على لقب “أمير الشعراء” ليس بالأمر الصعب بل هو حقيقي وعلى بعد خطوة منهن خاصة، أنّ بعضهن تمكن من الوصول إلى لائحة المراكز الخمسة الأولى، وذلك بعد مسيرة طموحة من المثابرة والتعب للوصول إلى النجاح والتفوق.

كما اعتبرت الشاعرات أنّ الوصول إلى مسرح شاطئ الراحة والمشاركة في البرنامج يمثل بالنسبة لهن مصدر عز وفخر وإكليل انتصار على رؤؤسهن، بل إنّ بعضهن ذهب إلى أنّ البرنامج يستحق عناء السفر والاغتراب عن البيت والعائلة لمدة من زمن لما بات يمثله بالنسبة لهن من حلم يراودهن دائماً للوصول إلى اللقب.

وقد توقعت بعض المشاركات السابقات أنّ اللقب ستحصده امرأة لا محالة هذا الموسم أو الموسم القادم لأن الأصوات الشعرية دوماً ما تفاجأنا بالكثير من الجمالية واللغة العالية التي باتت تستحوذ على إعجاب الجمهور ولجنة التحكيم.

– وفي هذا الإطار قالت الشاعرة روضة الحاج إحدى نجمات البرنامج في موسمه الأول إنّ مسابقة “أمير الشعراء” أجمل قدر شعري وقع معي، عثرت على الطريق التي تنكبها غيري رهقاً وعنتاً، ثم هبط هذا البرنامج كقصة سحرية فأضاف بريشته اللون المفقود الى لوحة ديوان العرب، أعني المنبر الرصين الذي يدق اﻷبواب على كل البيوت العربية مسائلاً ..هل ما زال الشعر ديوانكم ؟؟؟ ثم تأتيه الإجابة بلى، فقد جلس ملايين المشاهدين يتابعون الشعر والشعراء ويسعدون ويطربون.

وأضافت الحاج أعتز كثيراً بأنني زاحمت على المركز اﻷول وكنت ضمن الخمسة الفائزين في الدورة اﻷولى وهذا وسام فخر على صدر تجربتي الشعرية، وفي كل موسم جديد من “أمير الشعراء” يظل قلبي معلقاً مع الشاعرات خاصة المجيدات منهن وأحسب أن هناك بعض اﻷصوات النسائية الباهرة التي عبرت عبر هذه المسابقة الى قلوب المشاهدين وتركت أثراً وإن لم يحالفهن الحظ بالوصول إلى المراحل النهائي ، مشيرة إلى أنّه بالمقابل ربطت بعض مظاهر التزوير بالشاعرات وهذا أمر يحزنني ويزعجني ويؤلمني وأشعر أنه هزيمة كبيرة للقلم النسائي الشاعر، فحالة انتحال قصيدة من شاعرة وحالة العبور على مرحلة الارتجال بقراءة أبيات قديمة من قبل بعض الشاعرات وغيرها مما تتداوله اﻷسافير أمر محزن ومزعج ويخصم كثيراً من الوضاءة والقسامة والوعي الذي نحتته على الصخر أقلام نسائية مبدعة، فانتزعن الإعجاب والاحترام وأتطلع الى أن تحرز إحداهن وعن جدارة المركز اﻷول في هذه المسابقة العظيمة، وإن لم يحدث فلا أقل من أن نستمتع بشعر حقيقي صادق وتجربة جديدة.

 

– واعتبرت الشاعرة ربا شعبان من فلسطين والتي شاركت في الموسم الثاني لبرنامج “أمير الشعراء” أنّ تجربتها في البرنامج علمتها الكثير وصححت لها العديد من الأخطاء، مضيفة إنّ مشاركة الإنسان في برنامج هام كبرنامج “أمير الشعراء” ليس تجربة عادية، بل هي مزيج من كل شيء، تشبه النجاة من حادث ما مشفوع – بلطف الله أحياناً – بل وتشبه الارتطام بنجم هائل والتشظي واللمعان في فضاءات لا تنتهي أحياناً، بل وقد ذهبت إلى القول أنها تشبه أن تلتقي بالشيء وضده في آن معاً، أعترف أنني لم أستعد كما يجب، ربما لأنه أتى بعد فترة انقطاعي عن الشعر لسنوات بسبب انشغالي بعائلتي الصغيرة، وربما لو عادت الأيام لأجلّت مشاركتي لسنة على الأقل حتى تكون عودتي لعالم الشعر عودة مدروسة أكثر، ولكنها برأيي كانت عودة صادمة لعالم الشعر والأدب الذي افتقدته لفترة.

 

وأشارت شعبان إلى أنّ البرنامج مثل لها أيضاً فرصة لقاء مع أصدقاء وأخوة شعراء كانت معرفتها بهم إثراء حقيقياً لتجربتها، كما أنّ لقائي باللجنة أيضاً كان ضرورياً لإعادتي بقوة إلى عالم الشعر رغم إحساسي بالغبن في آرائهم، مضيفة “أعترف أن مشاركتي شكلت حافزاً لي لطباعة ديواني الجديد “سنخدع السراب” وكانت بمثابة الوقود الحقيقي الذي أعاد لروحي نار التحدي والإصرار على العودة القوية لعالم الأدب، وأنا التي كانت قد هجرت الكتابة للكبار، وكنت قد انشغلت في الكتابة للأطفال لفترة.

 

واختتمت ربا شعبان بالقول إنّ هذه التجربة أنضجتني بكل ما فيها من سلبيات وإيجابيات، وسأبقى ممتنة لها كما أنا ممتنة لكل شيء في هذه الحياة، المشاركة هي ككل شيء في هذه الحياة يستحق أن يعاش بحلوه ومره.

 

وعن الموسم السادس قالت فوز امرأة ما باللقب ليس بالأمر الصعب، فالمرأة كالرجل لديها الجيد ولديها الرديء، وقد مر بالبرنامج شاعرات رائعات بالفعل وكثيرات منهن يستحق الفوز واللقب، ونرحب بعودة البرنامج من جديد، ويسعدنا دائماً كمحبين للشعر أن نشاهد برنامجاً جماهيرياً جميلاً يعنى بالشعر والشعراء.

 

– وبدورها قالت الشاعرة نادية أحمد من البحرين إنّ خوض مسابقة بحجم “أمير الشعراء” لهو تجربة تستحقّ التقدير والاعتزاز، لأنها تجربة ثريّة ومتميّزة من عدة أوجه، تجربتي الأولى مع “أمير الشعراء” هي ذاتها تجربتي الأولى مع المسابقات الشعرية التي لم أفكّر قط بأن أكون جزءً منها، لكني استجبت لإلحاح من حولي وتقدمت للمسابقة؛ ولذا أعتبر أن وصولي إلى مرحلة العشرين هي إنجاز مميز جداً، ليس لأنها مشاركتي التنافسية الأولى وحسب، ولكن لأنني أيضاً وبكل فخر كنت البحرينيّة الأولى التي تحقق إنجازاً من هذا النوع، بين الإناث والذكور، أما التصويتُ فهو بالنسبة لي لا يعوّل عليه، ويكفي أنني اكتسبت معرفة لا بأس بها من خلال الاستماع والمتابعة لشعراء وشاعرات من شتى بقاع الوطن العربي الكبير، وكلٌّ منهم يمثل مدرسة شعرية وفكرية مختلفة، مما يجعل الاستماع لهم وقراءتهم بحد ذاتها فوزاً كبيراً، إلى جانب ملحوظات أعضاء اللجنة التي لا شك تؤخذ في الاعتبار، وربما ذلك السبب يأتي في مقدمة أسباب تقديمي للموسم السادس بالرغم من علمي بقوانين المسابقة التي تقضي ألا أتقدم مجدداً للمنافسة إلا بعد موسمين بحكم تأهلي لمركز متقدّم، ومع ذلك حضرت لأبوظبي وأُجزتُ بالإجماع من جديد، وحظيت بسماع شعراء وشاعرات كبار متميزين بجدارة.

 

وتضيف قائلةً عدم وصول المرأة حتى الآن إلى إحراز اللقب فذلك يُعزى لعدّة أسباب ربما من ضمنها ثقة المرأة بنفسها إزاء هذا العدد الكبير من الشعراء، ثقتها بتجربتها، تمسكها بملامحها الخاصة في الكتابة، فحالة الارتباك التي تصيب الكثير من النساء تنبع ممن شكٍّ في قدرتهن على التنافسن بما يحملن من إبداع، والنظر إلى التجارب الأخرى على أنها أكثر نضجًا واكتمالاً، إلى جانب أنّ إقبال المرأة قياساً بالشاعر الرجل، يعتبر ضعيفاً جداً، ربما لما يفرضه العرف والتقليد عليها، وما يفرضه الخوف أيضاً، فأنا أؤمن جداً بقانون الجذب، ومن يصوِّر لنفسه عدم الوصول فلن يصل أبدًا، وممن يثق أن التكرار لن ينتقص منه سيكرر المحاولة وسيصل، وأنا لا بدّ سأكررها في الموسم القادم بإذن الله. ولا يمكنني توقّع شيء فالمعايير المضمرة هي التي يعوَّلُ عليها، وما عدا ذلك فالشاعرات المتأهلات حتى الآن بينهن أسماء أعرفهن عن كثب وأعتز بقراءتهن ومتابعتهن لما في أشعارهن من إبداع وتميُّزٍ وقوّة، لكنّ التصويت قاضٍ ظالمٌ أحيانًا.

 

– وقالت الشاعرة  ليندا إبراهيم من سوريا جاءت مشاركتي في الموسم الخامس من برنامج”أمير الشعراء” إثر تجربة في الكتابة الشعرية بلغت من النضج والتشكل ما بلوَرَها في إصدارين شعريين لعام2013 هما “لدمشق هذا الياسمين” الصادرة عن اتحاد الكتاب بدمشق، والثانية “فصول الحب والوحشة” الصادرة عن الهيئة السورية العامة للكتاب –وزارة الثقافة السورية، ولتأتي مشاركتي في المسابقة فيظهِّرُها البرنامج “إعلامياً” كونه المنبر الإعلامي الأكثر استقطاباً ووصولاً لأكبر شريحة من جمهور المتابعين وجمهور الشعر والمهتمين والنقاد والدارسين على حد سواء بالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها بلدي سوريا فقد شاركت ووصلت للمرحلة النهائية، وكنت الشاعرة الوحيدة التي وصلت للمرحلة النهائية في الموسم الخامس والحقيقة أنها كانت تجربة خصبة واستثنائية من حياتي شعرياً وشخصياً حيث كما أسلفت فقد قدمتني شعرياً بإيصال صوتي الشعري السوري وتجربتي الشعرية إلى هذه الجماهير، إضافة فإنها قد أعطتني حافزاً إضافياً للمضي بثقة أكبر نحو مستقبل الشعر الخالد.

 

وعن مشاركات الشاعرات في البرنامج قالت نحن نعيش مجتمعاً ذكورياً وبالوقت نفسه فإنّ المرأة نفسها بالشكل الأعم لم تعِ دورها الصحيح فيه سوى أنها “عدد”، إضافة للوعي الجمعي التراكمي الذي يذهب بالفطرة إلى كون “أمير الشعراء” يجب أن يكون “رجلاً”.. و بالفعل تكرس ذلك مرات عدة على الرغم من وجود الكم أحياناً فأنا أعتبر مثلاً تجربة الشاعرة السودانية “روضة الحاج” جديرة بأن تحمل “لقباً” كهذا…هذا عدا عن الأصوات الشعرية من النساء اللواتي لم تسمح لهن الظروف المختلفة من المشاركة والوصول إلى المنافسة ..

 

أما عن تجربتي فأقول وبمنتهى الصراحة والشفافية بأن الظروف السياسية التي أحاطت بالعالم العربي وببلدي الحبيب سوريا قد أرخت بظلالها على كل شيء فما بالك مشاركتي في مسابقة عربية كهذه، لذا فقد مرت مشاركتي بالموسم الخامس بمجموعة من التجاذبات وبالرغم من ذلك فقد كانت بوصلتي “الوطن” وطني”سوريا” بكل جغرافيته وبكل ثقله الحضاري العريق، لكنني أقول بأنني حصلت على حب وتقدير وطني وترابه الغالي وهذا أعلى وأغلى من كل الأوسمة والألقاب في الدنيا.