ضمن فعاليات موسم طانطان الثقافي بالمملكة المغربية، يُشارك الاتحاد النسائي العام بدولة الإمارات بفاعلية ضمن المشاركة الإماراتية الواسعة التي تتولى تنظيمها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي.
سميرة العامري المشرفة على الخيمة الإماراتية للحرف اليدوية بما فيها من كنوز تراثية، وضابط تسويق بإدارة الصناعات بالاتحاد النسائي العام، قالت إنه في إطار دعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بهدف تحسين ورفع المستوى الاقتصادي للأسرة الإماراتية وحرص سموها على تمسك المرأة الإماراتية بعاداتها وتقاليدها، فإنّ جناح الاتحاد النسائي يتيح الفرصة للتعرف على جانب مهم من العادات والتقاليد التراثية الإماراتية، والصناعات الحرفية التراثية المتنوعة، أو الحرف الشعبية، حيث أنها تمثل جانبا تراثيا مهما من الثقافة الإماراتية.
ونظراً لأهمية هذه الحرف التراثية كان لا بدّ من المشاركات وتوفير الإمكانات التراثية للحفاظ عليها من الاندثار والعمل علي تنميتها وإيجاد أجيال جديدة تجيد التعامل معها على أسس علمية تعتمد على دراسات متخصصة، لأنها في النهاية ثروة اقتصادية وإرث حضاري يجب عدم التفريط فيه، لهذا جاءت مشاركة الاتحاد النسائي في طانطان تحديداَ لتعزيز الجانب التراثي الإماراتي، وتأكيداَ على أن أهل الإمارات يعيشون حياة عصرية ممزوجة بنكهة الأصالة الخالصة، من خلال ارتباطهم بالتقاليد والعادات المتوارثة جيلاً بعد جيل والوقوف في وجه التحديات التي أثرت في سلوك وعادات كثير من شعوب العالم دون استثناء.
وحول الحرف التي تستعرضها الحرفيات في المشاركة الإماراتية هذا العام في طانطان، ذكرت “السف” و”التلي” و”نقش الحنا” وقرض البراقع”و”الميزع” ، جميع هذه الحرف هي حرفة يدوية احترفها الآباء والأجداد، وصنعوا منها الكثير من الأدوات المنزلية التي يستخدمونها في حياتهم اليومية، فشكلت إبداعاتهم خيوط ذهب وإبداع لهن. كما نقدم عرضا مُصغرا لزهبة العروس في صندوق المندوس لننقل صورة حية عن الماضي.
مريم بديو السعدي، إحدى الحرفيات الماهرات، كانت تحرك أصابعها بطريقة سريعة مميزة، تحدثت عن “السف”، حيث قالت: أحب حرفتي هذه كثيراً وأشعر بسعادة كبيرة عندما أتحدث عنها وأشرحها لجيلنا الحالي، فهي سهلة وممتعة، حيث يؤخذ الخوص الأبيض من وسط النخلة ثم نتركه لمدة ثلاث ساعات في الماء، حتى يصبح طرياُ لكي يسهل سفه، ثم يجفف قليلاً في الشمس، وبعد ذلك يوضع في قدر ماء ويرفع على النار حتى يغلي، ونكون قد مزجنا معه الأصباغ المرغوبة، ولكن بالطبع كل على حدة، فلو رغبت باللون الأحمر أضع الأحمر فقط وهكذا.
وحول صناعة التلي قالت مريم الكعبي التي مارست الحياكة منذ أن كانت في الخامسة من عمرها، “التلي” هو شريط مطرز منسوج من خيوط قطنية ممزوجة مع الشرائط الذهبية أو الفضية والتي تمتاز باللمعان، ويستخدم التلي غالباً في تزيين أكمام وياقات الأثواب والسراويل النسائية. وتستخدم المرأة في نسج التلي “الكاجوجة”، وهي وسادة مستندة على قاعدة معدنية على شكل قمعين ملتصقين من الرأس، وغالباً ما تستغرق صناعة التلي بين شهرين وستة أشهر، مشيرة إلى أن الأدوات اللازمة لعمل التلي ليست كثيرة، لكن العملية شبه معقدة، خصوصاً بالنسبة للمبتدئات في ممارستها، إذ يتطلب تجهيز الكاجوجة أو البكره التي تلف عليها الخيوط المستخدمة في التلي، ويتم صفها حسب نوع البادلة أو التلي المراد صناعته، إضافة إلى إبر لتثبيت التلي.
فاطمة الظاهري كانت تجلس على إحدى الأرائك المتناثرة في الخيمة، تدندن تلك الأغاني التراثية الجميلة وتنقش زخارف الحناء على يد أحد الزائرات، خبيرة في نقش الحنة حدثتني، قالت تعودت على نقش الحناء في كل مناسبة، حيث أقوم بتحضير خلطة الحنة بشكل يدوي من نبتة “الحنّاء” التي تؤخذ من مسحوق الأوراق والزهور، بالإضافة إلى الجذور، وهي صحية جداً للبشرة وآمنة وتمنحها ملمسًا ناعمًا حيث لا تُخلط بأية مواد صناعية أو أصباغ كيماوية قد تتسبب في حساسية أو أية أضرار جلدية أخرى.
بينما كانت تحتسي القهوة العربية و تعمل على تلك الآلة المميزة، أوضحت كليثم المنصوري من دون تردد، ما أقوم به يدعى “ميزع ” ، والميزع عبارة عن خيوط تمتاز بألوانها الخلابة والجذابة، تطرز لتتزين بارتدائه الفتيات، حيث كنا في الماضي نرتديه بطريقة مختلفة قليلاً ، أما اليوم فلقد بات يطرز بطريقة أحدث عن السابق، وحرفة الميزع من أهم الحرف اليدوية التي لا نستغني عنها في تراثنا الإماراتي.