أبوظبي – نظّمت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي السبت الماضي، السباق التمهيدي الثالث للهجن في إقليم طانطان بالمملكة المغربية، وذلك بإشراف اتحاد سباقات الهجن في دولة الإمارات.
تختتم مساء اليوم الأربعاء فعاليات موسم طانطان الثقافي في نسخته الحادية عشر والمنظم تحت رعاية الملك محمد السادس، وذلك بمشاركة إماراتية واسعة.
ويعتبر الهدف الأساسي من هذه التظاهرة السنوية، تعميق الاحتفاء بثقافة الصحراء والترحال والمحافظة على الموروث من كل مظاهر الحياة اليومية للبدوي الصحراوي، وجعلها وسيلة تنمية المنطقة وإبراز الوجه المشرق للإنسان الصحراوي.
ونظرا للتقارب الكبير بين الموروث الثقافي الإماراتي والصحراوي المغربي، فقد أكدت دولة الإمارات على تواجدها للسنة الثانية على التوالي، واستطاعت من جديد استقطاب الآلاف من الزوار لفعالياتها.
وعلى مدى خمسة أيام عرفت ساحة السلم والتسامح وبعض الأمكنة بمدينة طانطان مشاركة مكثفة للوفد الإماراتي، الذي حضر بموروثه الثقافي والأدبي والفلكلوري والحرفي وعلى مستوى العادات والتقاليد البدوية الإماراتية، وتواجد جماهري فاق ما عرفته السنة الماضية.
وفي اليوم الأخير من فعاليات موسم طانطان، أقيمت مسابقة أحسن قطيع إبل والمكون من خمسة نوق فما فوق. والتي شارك فيها خمسون قطيعا، حيث فاز عشرة قطعان حسب نظام المسابقة.
وقال محمد باحنيني، رئيس المجلس المحلي لبن خليل المكان الذي أقيمت به فعاليات موسم طانطان، أن معيار اختيار أحسن قطيع من الناحية التقنية تكفل بها الأخوة الإماراتيين بحكم خبرتهم وتجربتهم وهم من يحدد المعايير الدقيقة لاختيار الناقة، وهي طول العنق والوزن والحالة الصحية.
وكان للفن الغنائي حضور متميز، إذ قامت اللجنة المنظمة بإعداد أربع منصات منتشرة في الساحات الكبيرة، لإحياء سهرات يحييها فنانون مغاربة وإماراتيون. وقد حضر الفنان الإماراتي أحمد العلي، الذي أكد انه لامس نفس الترحاب وأكثر بعد مشاركته في النسختين العاشرة والحادية عشر من موسم طانطان.
وأضاف أن، المناخ الصحراوي والأصالة واحدة بين البلدين وليس فقط متقاربة. لو أنك ترجع لتقاليدنا وعاداتنا في الإمارات تجد البداوة والصحراء ولازالت.
ولفت أحمد العلي، أن تمسكنا بتقاليدنا وعادتنا جعلنا نشارك بموسم طانطان. وهنا وجدنا نفس التقاليد والعادات، هنا لا يوجد فقط صحراء قاحلة بل أريحية الناس وترحابهم العفوي والصادق. وأكد أنني كفنان أتشرف بالحضور إلى موسم طانطان وإحياء سهرات مع جمهورها المميز السهل في تذوقه للفن.
وقال العلي، إنّ التراث هنا موجود وأصيل وليس مصطنعا، ففي طانطان تتحدث عن تقاليد وعادات تلمسها وهي موجودة تتحدث عن رمال الصحراء وأنت واقف عليها وبجانبك الابل والخيمة. وليست أشياء مصطنعة. ونحن سعداء بمشاركتنا ونتمنى العودة العام المقبل بحلة جديدة لطانطان.
وأكد الفنان فيصل الجاسم، انه من خلال مشاركتي للمرة الثانية لمست أن التنظيم أصبح أحسن وأروع من السنة الماضية. وهذا حرص من المنظمين على إخراج الموسم من تقوقعه إلى العالمية مع الحفاظ على الموروث الثقافي للمدينة والمنطقة.
وأضاف فيصل الجاسم، إن مشاركتي هي رسالة محبة وتسامح وانفتاح للإمارات التي أمثلها بفني. وقد قدمت بتقديم وصلات غنائية الى جانب كل من أحمد العلي، ومعضد الكعبي، في حفلتين الأولى بطانطان والثانية بالوطية. ولاحظت الجمهور الرائع والمتميز وتفاعله كان كبيرا أكثر من السنة الماضية.
واعتبرت الفنانة التشكيلية الإماراتية بدور آل العلي مشاركة دولة الإمارات في فعاليات مهرجان طانطان الثقافي الحادي عشر. فرصة مشاركة أشقاءنا في المغرب الموروث الثقافي والحضاري الذي تتمتع به الإمارات العربية المتحدة.
وتشارك الفنانة بدور في الخيمة الإماراتية بمجموعة من اللوحات، وذلك للتواصل الشفاف وتقريب هذا الفن من الجمهور الذي يزور الخيمة. وأضافت أن هذه منهجية لملامسة البيئة الصحراوية وعفوية الانسان البدوي الذي يشكل ثيمة حقيقية في كل الفن الذي أقدمه.
أما رئيس موسسة أموكار وسفير المغرب باسبانيا، فضل بن يعيش، فأكد أن علاقات المغرب والامارات تاريخية ومتميزة. وأضاف أنه بالنسبة لوجود الاخوة الاماراتيين بموسم طانطان يوضح أولا أنهم يحبون المغرب والمغاربة يبادلونهم نفس المحبة، ويتجسد هذا في العلاقات الاخوية بين الملك محمد السادس وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات حفظه الله، ونحن ننتظر منهم ان يكونوا حاضرين معنا كل سنة وهذا ما أكد عليه أشقاؤنا في دولة الإمارات. وهذا سيعود بالخير على المنطقة، وسوف تكون هناك عدة مبادرات وبرامج استثمارية في طانطان ونواحيها.
وأضاف بنعيش، أن وجود دولة الامارات بموسم طانطان لدورتين متتباعتين دليل اهتمامها بالموروث الثقافي والتراثي للمنطقة.
وبمناسبة تواجد الوفد الإماراتي بفندقها قالت تميمة نبيه مديرة فندق طانطان بيدج، لقد تعودنا على حضور الاماراتيين بطانطان من السنة الماضية الى اليوم. وهذا دليل على انهم كانوا مسرورين من مشاركتهم في الموسم في نسخته السابقة. ونظرا لتشابه الثقافة والموروث الشعبي بين المغرب والامارات وقرب اللهجة، فهم لم يعودوا زواراً بل أصبحوا ابناء الدار.
وأشارت تميمة، قائلة، أنا لم أزر مقر الخيام الاماراتية وكانت الزيارة الأولى هذا اليوم الاخير، وقد تفاجأت من خيمهم الموضوعاتية الموزعة بين المطبخ والعرس والفن التشكيلي والحرف. بالنسبة للاكلات الشعبية هناك تقارب كبير عند الاماراتيين الشاي بالحليب الكرك نسميه عندنا بالصحراء كندرة، عندهم اكلة اسمها “لقيمات”، لدينا هنا بالصحراء نسميها العيش. عند الاماراتيين مجبوس، لدينا باقاليمنا الصحراوية نفس الاكلة نسميها مارو باللحم او الدجاج او السمك.
وأضافت مديرة فندق بيدج بطتنطان. أن تواجد الاماراتيين بطانطان أعطى حيوية وحركية للتجارة، وصداهم الطيب وصلنا من خلال كل من تعامل معهم من تجار وغيرهم. وهم أناس يهتمون بتراثنا وأكلاتنا وثقافتنا، وفي نفس الآن يوصلون لنا ثقافتهم وموروثهم.
وقدمت فرقة العيالة لوحاتها الفنية بالخيمة الإماراتية، والتي تابعها جمهور غفير اعتبره الكثير من المتابعين أكثر عددا من الدورة العاشرة، ونوه كل الزوار للخيمة وساحة السلم والتسامح بالمشاركة الإماراتية واعتبروها قيمة مضافة للموسم الثقافي لطانطان.