أبوظبي – نظّمت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي السبت الماضي، السباق التمهيدي الثالث للهجن في إقليم طانطان بالمملكة المغربية، وذلك بإشراف اتحاد سباقات الهجن في دولة الإمارات.
تميز يوم أمس ضمن فعاليات موسم طانطان الثقافي، بانطلاق الكرنفال الاستعراضي بمشاركة دولة الإمارات، على طول شارع الحسن الثاني أكبر شوارع مدينة طانطان.
وانطلق الكرنفال الاستعراضي مساء الأحد في جو احتفالي وحضور جماهيري كثيف فاق كل التوقعات. حيث اصطفت على طول شارع الحسن الثاني حشود من سكان مدينة طانطان والوافدين عليها من كل الجهات، للاستمتاع بهذا الجو السنوي البديع.
وشاركت بكثافة مجموعة من الفرق التراثية المحلية في لوحات فنية غنية بحمولات تراثية تُعبّر عن عراقة الموروث الثقافي لطانطان والصحراء بصفة عامة.
تميز الكرنفال باستعراض رقصات محلية كرقصة “الكدرة” وهي آلة تشبه الطبل مصنوعة من الطين ومغلفة بجلد الإبل، وتمت تسميتها كون حركات الرقصة تتماشى مع إيقاع قرع الطبول.
وبعد وقوف الجميع تحية للعلم المغربي، تابع الوفد الرسمي واسكان والزوار، توالى قدوم الفرق المشاركة، وصفق الحضور طويلا على تلك اللوحات الفنية التي أبدع فيها أطفال لا يتجاوز عمرهم سبع سنوات، وقد مزج المنظمون بعض الفققرات التراثية بأسلوب موسيقي ورقص جديد، فتم إخراج صورة فنية مدهشة أبطالها أطفال ذكور وإناث.
وعرف الاحتفال لهذه السنة تنظيما مُتقنا سواء من ناحية تقديم الرقصات من طرف الرجال والنساء، أو من خلال تسيير الفرق بسلاسة ودون تخبط. وقطع الكرنفال شارع الحسن الثاني على نغمات موسيقى صحراوية وأخرى داخلية وإيقاعات قوى للطبل في تمازج أخاذ.
وعرف الكرنفال الاستعراضي الذي تعدى الساعتين، مشاركة متميزة لفرقة أبو ظبي للفنون الاستعراضية الإماراتية التابعة للجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، حيث وقف الوفد الرسمي تقديرا واحتراما عند وصول الفرقة إلى المنصة تحية لمشاركة دولة الإمارات للسنة الثانية على التوالي في الموسم في دورته الحادية عشر.
وتفاعل الجمهور الذي حضر الكرنفال مع فرقة أبو ظبي للفنون الاستعراضية إلى جانب فرق مغربية، وهذه هي السنة الثانية التي تُقدّم فيها الفرقة الإماراتية رقصات وأهازيج من التراث الشعبي الإماراتي في مهرجان مغربي. حيث أمتعت كل المتفرجين بحركاتها المتقنة المتماشية مع ضربات على الطبل منسجمة مع رقصات جميلة.
وعبر السكان المحليون والضيوف عن ابتهاجهم بالكرنفال الذي عرف تطورا ملفتا لهذه الدورة، وقالوا إنهم ألفوا وجود الإماراتيين بزيهم التقليدي وفرقهم وتراثهم وانسجام فرقتهم الموسيقية منذ السنة الماضية.
وقال أحد المسؤولين المغاربة، إنّ الفنون الشعبية بين المغرب والامارات قريبة وتعبر عن ذلك التلاقي وعمق الروابط الثقافية، وحضور الفرقة الشعبية الإماراتية للمشاركة في موسم طانطان يعكس قيمة الموروث الحضاري لشعب الإمارات.
وبمناسبة مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة فقد عبر المسؤولون عن اللجنة المنظمة للنسخة الحادية عشر لمهرجان طانطان التراثي، عن اعتزازهم بهذه المشاركة والتي تترجم عمق الروابط بين المغرب والإمارات. وعبر أحد المسؤولين عن السعادة الكبيرة بالتعاون الملحوظ مع المشاركة الإماراتية على جميع الأصعدة، وأضاف أن اهتمام دولة الإمارات العربية بهذا الموسم التراثي وكل ملحقاته، سوف يعود على السكان والمدينة بالفائدة..
وقد غطى الكرنفال حضور إعلامي مكثف من قنوات مغربية ودولية منهم وفد إعلامي إماراتي.
وقدمت فرق محلية مغربية من طانطان ومن الأقاليم المجاورة رقصات وأهازيج محلية منها “فرقة الدقة الرودانية” و”أحواش” وفرقة “الكدرة”. كما تم استعراض فرق من الخيالة الذي قطعوا شارع الحسن الثاني حتى المنصة حيث أدوا التحية وأكملوا المسير.
واستعرضت فرقة من القوات البحرية في نظام وثبات تحت أنظار الحضور الرسمي والشعبي، ذلك أنّ طانطان بها أكبر ميناء لتصدير السمك بالمغرب. وتم استعراض مجموعة من القطاعات لمنتوجها.
وأضافت الألعاب التقليدية للاحتفال نكهة خاصة حيث قدم مجموعة من الأطفال لعبة “الكبيبة” و”الروخ”. وهما من التراث الصحرواي ومن الألعاب الخاصة بالأطفال الصغار التي تؤهلهم ليصبحوا رجالا أشداء وأقوياء في المستقبل ليقاوموا قساوة الصحراء.
وتميّز الكرنفال الاستعراضي بعرض صورة للعروس التي تُحْمَلُ إلى زوجها فوق الهودج بلباسها التقليدي الأصيل والذي يعبر عن تراث هذه المنطقة الصحراوية، وكان حضور الجمل قويا بحيث قطعت الشارع ومن أمام المنصة الرسمية كوكبة من الإبل في توافق تام ورضوخا لسائسها.