يحتضن إقليم الجديدة في المملكة المغربية ما بين 29 و31 مايو الجاري، فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الصيد بالصقور تحت شعار “تقاليد عريقة وتراث عالمي”.
ويُشارك نادي صقاري الإمارات، بالتعاون مع لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في هذه التظاهرة الثقافية، مع جهات مُختصّة من أوروبا ومنطقة الخليج العربي، والعديد من المهتمين بالصيد بالصقور.
ويسعى منظمو هذه التظاهرة التراثية، التي تنظم بمبادرة من الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة وجمعية الصقارين القواسم وتحت إشراف عمالة الجديدة والمديرية الجهوية للثقافة، للمُشاركة في تعزيز جهود صون الصقارة كتراث ثقافي إنساني، وإبراز علاقة التعاون بين الصقار والخيل وﺍلصقر وﺍلسلوقي.
وأكد معالي ماجد المنصوري المدير التنفيذي لنادي صقاري الإمارات، أهمية المُشاركة في مهرجان الصيد بالصقور بالمملكة المغربية الشقيقة، وذلك في إطار اهتمام دولة الإمارات بصون التراث بشكل عام، وتراث الصقارة على وجه الخصوص، والذي يُعدّ من الوسائط الفاعلة التي تسهم في مدّ الجسور بين الشعوب، وفي تعزيز سبل التقارب والحوار بين مختلف الثقافات الإنسانية، إضافة لتعريف الجيل الجديد بأحد أهم ركائز التراث الثقافي الإنساني المشترك.
وتتمثل مُشاركة نادي صقاري الإمارات في إقامة معرﺽ خاص بالصقارة (صور,معدﺍﺕ,كتب,منشورﺍت، ….)، والترويج لمبادرات ﺩﻭلة الإمارﺍت ﺍلمعنية بالحفاﻅ على ﺍلصقارة، ومنها مباﺩرﺓ إطلاﻕ ﺍلصقور المكاثرة في الأسر، مباﺩﺭﺓ إكثاﺭ طائر ﺍلحبارى في الأسر، فضلاً عن ﺍلترﻭيج للمعرض الدولي للصيد والفروسية (أبوظبي 2015).
ومن جهته أوضح السيد عبدالله بطي القبيسي مدير المشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، ﺃهمية مُشاركة الإمارﺍت بفعاليات المهرجان بما يُساهم في دعم جهود صون التراث الثقافي، حيث تشمل أطر التعاوﻥ ﺍلمشترك مع الجانب المغربي تنظيم ﻭﺭﺵ ﺍلعمل لتباﺩل ﺍلخبرات ﻭﺍلمماﺭسات بأهمية ﺍلصقارة، تحسين سبل ﺍلترﻭيج الفعالة للمهرجان ﻭالبرﺍمج ﺍلتوعوية، وعرض تاريخ ممارسة ﺍلبيزرة وتطويرها في إطار الصيد المُستدام”.
ويدعم نادي صقاري الإمارات العديد من فعاليات مهرجان القواسم للصقارة، منها مسابقة الفروسية (التبوريد)، مسابقة الحرف اليدوية (مستلزمات الصقارة)، مسابقة الرسام (مدارس، محترفين)، مسابقة التصوير الفوتوغرافي الخاص (حول البيزرة، وحول المهرجان عموماً).
وتجدر الإشارة أيضا إلى أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) سجلت في دورتها التي انعقدت خلال شهر نوفمبر 2010 بنيروبي، (الصقارة) ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، بحيث شمل الإعلان 11 بلدا حينها، يضم بالإضافة إلى الإمارات والمغرب، دول بلجيكا وجمهورية التشيك وفرنسا وكوريا ومنغوليا وقطر والمملكة العربية السعودية وإسبانيا وسورية، كما انضمت العديد من الدول لاحقا.
ويتضمن برنامج هذه الدورة استعراضا لبعض مكونات التراث الثقافي بإقليم الجديدة المغربي، بمشاركة عدة فرق فنية شعبية، ومسابقة في التصوير الفوتوغرافي للطير الحر، ومسابقات في الفنون التشكيلية للشباب والكبار في مجال الطير الحر، وعروضا لفن الصيد بالصقور وفقرات في فن التبوريدة، ومعرض آخر خاص بالمنتوجات المحلية، فضلا عن ندوات علمية حول تربية الصقور والصيد بها وأهمية الحفاظ على هذا الموروث.
وموازاة مع ذلك سيعرف هذا المهرجان التراثي مشاركة فرق شعبية محلية ووطنية كفرقة تكادة ومجموعة العيطة الحوزية ومجموعة للا منانة للبحث في تراث الغناء النسائي والحضرة العرائشية في أغاني صوفية، وعبيدات الرمى الصيادة وأولاد بنعكيدة وفرقة الفنون الشعبية بأولاد فرج، فضلا عن تنظيم حفلات فنية.
يذكر أن فن الصقارة بالمغرب عرف ولمدة طويلة عصرا ذهبيا حقيقيا، وشكل فنا للعيش نظمته قواعد خاصة وطقوس متأصلة لدى القبائل المغربية، خاصة لدى قبيلة القواسم التي أولت اهتماما خاصا بالطير الحر والصيد به.
وتعتبر قبيلة القواسم بجهة دكالة عبدة، خاصة دوار السماعلة بحد أولاد افرج بإقليم الجديدة، إضافة إلى منطقة أولاد عمران بإقليم سيدي بنور، المعقل الرئيسي لتربية الصقور والصيد بها وتساهم بشكل كبير في الحفاظ على هذا الموروث التقليدي الأصيل، من خلال جمعية القواسم للصيد بالصقور.