تميز يوم أمس ضمن فعاليات موسم طانطان الثقافي، بانطلاق الكرنفال الاستعراضي بمشاركة دولة الإمارات، على طول شارع الحسن الثاني أكبر شوارع مدينة طانطان.
- العربية
- English
مع انطلاق فعاليات مهرجان ليوا للرطب 2014، بدأ الزوار وبخاصة السياح إلى السوق الشعبي الذي يشكل جزءاً أساسياً من فعاليات مهرجان ليوا للرطب، ويهدف إلى بث روح التراث الإماراتي الأصيل ونشر ثقافته المتوارثة عن الآباء و الأجداد. فالبعد السياحي الثقافي لمهرجان ليوا للرطب في المنطقة الغربية يكتسب أهمية مضاعفة، نظراً لارتباط الكثير من الحرف اليدوية المحلية بالنخيل والتمور.
فالسائح الذي يزور ليوا ومهرجانها لابدّ وأنه يرسم صورة الواحة الغناء في مخيلته قبل الوصول، ولا شك أنَّه سيزين تلك الصورة بما ينتظر أن يراه من حياكة لسعف النخل، ومنتجات مشتقة من سعفها، ومن حلوى التمر ومعها كل ما يرتبط بحياة الأسرة البدوية البسيطة من سدو وحياكة.وشاركت العديد من الأسر المنتجة بجناح خاص لكل أسرة في السوق الشعبي المصاحب لفعاليات مهرجان الرطب بأقسام لمشغل الفنون اليدوية الحديثة، ويهدف السوق الى احياء التراث وتطويره والحفاظ عليه من الاندثار وتعريف الجمهور في الدولة وخارجها بالتراث الشعبي وماوصلت اليه المراة في دولة الامارات من رقي وتقدم وذلك من خلال المشاركة في اقامة المعارض.
heritage-theme-1
وما قد يلاحظه الزائر لحظة دخوله السوق أن كل ما هو معروض في السوق مختص بالصناعات المستوحاة من التراث والبيئة القديمة إلى جانب سلال الرطب اليدوية والرسم على الشيل والحناء وغيرهما من المشغولات اليدوية، والمأكولات الإماراتية، وكل هذا يأتي ضمن استراتيجية لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية وجهودها في حفظ التراث المعنوي لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات وتطويره من خلال دمجه في الحياة اليومية للمجتمع، وضمان أنّ التراث الثقافي الغني للمنطقة سيظل حياً متواصلاً في المستقبل ولن يتعرض للنسيان، لإيمانهم بأنه من السهل جداً أن تضيع ثقافة ما في ظلّ رياح التغيير السريع إذا لم يتم الاهتمام بها، وإذا لم يكونوا واعين بقيمها، لذا أخذت اللجنة على عاتقها الحفاظ على هذا التراث.
كما تجسد منتجات السوق الشعبي الذي يقام على هامش مهرجان ليوا 2014 روح وأصالة المجتمع الإماراتي حيث تشكل معروضاته انعكاساً لحياة الآباء والأجداد، وموروثاً شعبياً بما تحمله من مصطلحات تراثية وحكايات قديمة تعّبر عن مدى ارتباط أبناء الصحراء بشجرة النخيل والبيئة المحيطة بهم، كوضع إحداهن على محلها هذه العبارة “يا ضيفنا مرحبا بك عد سيل المسيلة عد وبل تحدروا وانحدر من سماها”، وغيرها العديد من العبارات التي دلت إنما تدل على كرم وأصالة الروح الإماراتية التي ما زالت متأصلة في الجذور.
ويرى زائر السوق الشعبي في المهرجان الدور الحيوي الذي تلعبه المرأة في الاقتصاد البدوي الفلكلوري العريق وكيف أنَّها تعد محوراً مهماً لتجميع ما تقدمه الواحة من خيراتها وكيف ترث المرأة من أمها وجدتها أساليب الاستغلال الأمثل لهذه الخيرات وكيف يمكن حفظها للاستفادة منها بعد موسم جني الرطب. كما سيجد تلاحم الأسرة البدوية ورعايتها ضمن نطاق القبيلة، وكيف أن السوق هو مهرجان محلي دائم تلتقي فيه الخبرات و يعاد في دكاكينه إنتاج التراث عبر الأجيال.
وصرح عبيد خلفان المزروعي مدير مهرجان ليوا أن عدد محلات السوق يبلغ 160 محلاً تستفيد منها أكثر من 306 أسرة إماراتية تعرض المنتجات المصنوعة من النخيل مثل “الصرود والمخرافة والجفير والحصير والمشب واليراب” وجميعها منتجات قديمة تصنع من خوص النخيل فضلاً عن الحلويات المعدة من التمر ودبس التمر إضافة إلى الرطب بكل أنواعه.
وأشار المزروعي إلى أن السوق يحتوي على عددٍ من المجالس، يتم توزيعها على الحرفيات ليعرضن فيها حرفهن اليدوية أمام الزائرين، حيث روعة المنتجات التراثية المصنوعة من قبل مجموعة من الأمهات أمام الزوار مباشرة.
وأوضح المزروعي أن السوق الشعبي يجسد التراث المحلي الغني بالحرف اليدوية المحلية المرتبطة بالنخيل والتمور أمام السائحين المهتمين بحضور المهرجان والذين سيجدون أمامهم نموذجا للواحة الغناء التي تتزين بسعف النخيل الذي تمت حياكته بحرفية عالية وكل ما يرتبط بحياة الأسرة البدوية البسيطة من سدو وحياكة.
وأردف مدير المهرجان أن العنصر النسائي يعتبر الأساس في حكاية السوق الشعبي، لما تقوم به النساء اللاتي يعملن في الحرف اليدوية من مجهود في إبراز تراث الدولة عموماً والمنطقة الغربية على وجه الخصوص، إضافة إلى تشجيع الإنتاج المنزلي من المأكولات والأغذية المرتبطة بزراعة النخيل وصناعة التمور والرطب.
وأشار المزروعي إلى أن وجود المجالس داخل السوق يفسح المجال أمامهن لتعليم المهارات اليدوية للجيل الجديد حيث تستقبل هذه المبادرات العشرات لتعلم هذه الصناعات المحلية التراثية التي تنقلها الوالدة للأبناء كما يزيد من خبرة أصحاب الصناعات التقليدية والقائمين عليها أنفسهم من خلال التعرف إلى أذواق الجمهور والزوار من المواطنين والمقيمين والسياح.
وأكد المزروعي حرص اللجنة المنظمة على وضع الشروط التي تنظم المشاركة في السوق الشعبي لضمان تحقيق رسالته المنشودة منه، مشيراً في الوقت عينه إلى أن العارض المشارك لا بد أن يلتزم بالمواعيد المقررة من إدارة المهرجان، وأن يوجد بنفسه في دكانه بالسوق طوال هذه الفترة مع التقيد بالمنتجات المحددة سلفاً من اللجنة المنظمة، كما يتحمل العارض مسؤولية نقل بضائعه إلى السوق وترتيبها في دكانه على نفقته الخاصة خلال المواعيد المقررة، ويحق للجنة المنظمة التصرف في المكان المخصص للعارض إذا ما تأخر في إعداده لما قبل انطلاق المهرجان بيوم كامل، كما لا يجوز للعارض التنازل لغيره عن مكانه دون موافقة كتابية مسبقة من المنظمين.