آخر الاخبار

أهم ما جاء في الفعاليات و المهرجانات

حصاد الموسم الثاني لمحمية المرزوم 2016-2017

 أنهت محمية المرزوم للصيد الأسبوع الماضي موسم الصيد الثاني بإقبال فاق التوقعات خلال الفترة من منتصف نوفمبر 2016 ولغاية منتصف فبراير 2017.

 

وكشف السيد عبيد خلفان المزروعي مدير الفعاليات التراثية في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية – الجهة المُشرفة على المحمية – عن استقطاب المحمية في موسمها الثاني لـ 909 زائر من دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي وعدد من دول العالم. فيما تمّ تنظيم 628 رحلة صيد شارك بها صيادون هواة ومحترفون على فترات صباحية ومسائية، فضلا ً عن زيارة العديد من الشعراء ووسائل الإعلام المختلفة. وأطلقت محمية المرزوم في أرجائها خلال فترات الصيد 2070 طائر حبارى، و 72 أرنباً، و57 ظبياً.

 

وأعرب عن سعادته بالنجاح الكبير الذي حققته محمية المرزوم للصيد خلال فترة وجيزة، مؤكداً مواصلة تطوير هذه المبادرة الفريدة من نوعها، تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة بدعم هذا النوع من الرياضات التقليدية والتراثية لأبناء دولة الإمارات.

 

وحققت المحمية في موسمها الثاني نجاحاً كبيراً بجذب عشاق الصيد على مستوى دول الخليج العربي على وجه الخصوص، وساهمت في تعزيز وترسيخ الهوية الوطنية والتراث الإماراتي الأصيل. وتعتبر المحمية وجهة أساسية لعشاق الصيد بالصقور باستخدام وسائل تنقل بدائية، بهدف تعزيز الموروث التاريخي والحرص على استدامة الأنواع وتعزيز الوعي بالصقارة وصون البيئة والتراث، وترسيخ مبادئ الصيد المُستدام، وتطوير مشاريع إكثار الصقور والحبارى في الأسر، إضافة إلى تعزيز الاعتراف الدولي بالصقارة كتراث ثقافي إنساني.

 

وكانت محمية المرزوم للصيد قد استقبلت مؤخراً وفد من الصقارين الخليجيين ضمن برنامج تراثي ثقافي لتبادل الخبرات والتوعية البيئية بأهمية المحميات الطبيعية، ودور محمية المرزوم في الحفاظ على الحياة البرية.

 

وأوضح المزروعي أن المحمية تدعم الصيد بالصقور باعتبار الصقارة إرثا ثقافيا هاما وقيمة معنوية كبيرة وجزءا لا يتجزأ من الهوية الوطنية والتراث الإماراتي، حيث تتيح المحمية المجال للصقارين لممارسة هذه الهواية الأصيلة داخل الدولة ضمن إطار الصيد المستدام وتماشيا مع قانون الصيد في إمارة أبوظبي.

 

يذكر أنّ المحمية التي تعتبر إحدى مبادرات لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، مُتاحة لكافة أبناء الإمارات وزوارها وللسياح على مدار موسم الصيد السنوي من كل عام، وذلك للاستمتاع بالطبيعة والبيئة الخلابة التي تمتاز بها المحمية إلى جانب ممارسة هواية الصيد وفق رسوم رمزية في متناول الجميع.

 

وتعتزم المحمية إطلاق برامج خاصة لتدريب الصقارين، وتوعية الطلبة بأهمية صون التراث وتعليمهم مبادئ الصيد المُستدام، والسنع وإعداد القهوة العربية وركوب الهجن، وكل ما يتعلق بالمحافظة على التقاليد الأصيلة.

 

من جهته اعتبر أحمد بن هياي المنصوري مدير محمية المرزوم للصيد، أنّ هذا الإقبال الكبير على المحمية خلال موسميها الأول والثاني، إنما يدل على تعلّق أهل المنطقة بتراثهم الثقافي وحرصهم على توريثه للأجيال القادمة، مُشيراً إلى أنّ إدارة المحمية ترحب بزوار وضيوف المحمية من عشاق الصقارة والصيد التقليدي في موسمها الثالث نوفمبر القادم، حيث تعتزم المحمية تنظيم العديد من الفعاليات الشيقة للزوار من دولة الإمارات ومختلف أنحاء العالم.

 

وأكد مواصلة التركيز على الصيد بالصقور في الدرجة الأولى مع عدم تقديم أية أشكال أخرى من سياحة الحياة البرية، حيث تقتصر الإقامة على الخيم التقليدية للحفاظ على الهدف الرئيس من المشروع وهو الرجوع إلى الطبيعة والحفاظ عليها، وبالطبع يقتصر المشروع على تقديم أطر الصيد التقليدي دون الاستعانة بأية أسلحة مهما كانت.

 

وتعتبر الصقارة من أهم الرموز التراثية للمنطقة، التي يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد كتراث عريق، فتجسد روح التعاون والصُحبة الطيبة والشعور بالمغامرة والتحدي.

 

وتختلف محمية المرزوم في المنطقة الغربية عن محميات الحياة البرية في مختلف أنحاء العالم، ليس فقط بالمساحة الشاسعة الممتدة لحوالي 923 كيلومتراً مربعاً، ولكن بتفردها بالتركيز على الصقارة وفراسة الصحراء ومختلف أوجه التراث، لتكون الأولى عالميا في هذا المجال. وتبعد المحمية عن مدينة أبوظبي حوالي ساعة بالسيارة (100-120 كيلومتراً)، وقد تمّ تسييجها بالكامل. وتُحيط بمنطقة الصيد محمية طبيعية شاسعة، حيث تتوفر عدّة نقاط مرتفعة يمكن استغلالها لمشاهدة الطبيعة والحيوانات في الموقع، وتحتوي المحمية على نمط نبات الغضا الطبيعي الذي تتفرّد به إمارة أبوظبي.

 

وتتمثل أهداف المحمية في تقديم تجربة ثقافية وسياحية فريدة للصيد التقليدي في دولة الإمارات عبر موقع مميز وباستخدام وسائل تنقل بدائية، مع الحرص على استدامة الأنواع وتعزيز الوعي بالصقارة وصون البيئة والتراث، وأن تصبح أبوظبي وجهة أساسية لعشاق الصيد بالصقور، والتأكيد في ذات الوقت على الدور الهام الذي تقوم به أبوظبي لترسيخ مبادئ الصيد المستدام، وتطوير مشاريع إكثار الصقور والحبارى في الأسر إضافة لتعزيز الاعتراف الدولي بالصقارة كتراث ثقافي إنساني.