وسط حضور جماهيري كبير تجاوز الـ 90 ألف زائر، تختتم اليوم الخميس فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان الظفرة الذي أقيم تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة،
- العربية
- English
زار أمس عدد من سفراء الدول العربية والأجنبية المُعتمدين لدى الدولة مهرجان الظفرة، حيث اطلعوا على مسابقة مزاينة الإبل، ومن ثم تجولوا في سوق الظفرة التراثي الذي يضم حوالي 200 محل للحرفيات الإماراتيات، حيث تعرفوا على مفردات التراث الإماراتي الأصيل من قبل كل من السيد عبيد خلفان المزروعي مدير الفعاليات التراثية في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية المنظمة للمهرجان، والسيد عيسى سيف المزروعي مدير عام قناة بينونة الشريك الإعلامي للمهرجان. وأبدى السفراء إعجابهم بفعاليات مهرجان الظفرة وما تقوم به إمارة أبوظبي ودولة الإمارات من جهود مميزة للحفاظ على التراث الإماراتي الأصيل وتعزيز حوار الثقافات، بالتوازي مع المكانة المميزة لدولة الإمارات على الصعيد الدولي في مختلف المجالات، والنهضة الشاملة التي تشهدها.
"المجالس الشعبية" في مهرجان الظفرة ملتقى الشياب والشباب
تعد المجالس الشعبية في قلب مهرجان الظفرة ملتقى تراثي وثقافي واجتماعي يجذب الشياب والشباب، وكل القادمين للاطلاع على فعاليات مهرجان الظفرة والاستمتاع بما تتضمنه من فقرات تخدم الأسرة والمجتمع، حيث تشهد هذه المجالس أحاديث متنوعة ذات قيمة عالية وحكايات فريدة من الماضي والحاضر، إلى جانب تناول القهوة العربية والتمور والمأكولات الشعبية.
وقال حمد الهاملي أن المشاركة في المجالس الشعبية تعلم الفرد الكثير من أمور الحياة، واصفا ذلك بالعبارة المشهورة "المجالس مدارس"، حيث يتعرف الواحد على طبيعة الحياة التقليدية في المجتمع عن كثب، مشيرًا إلى أن الجلسات الشعبية تعتبر فرصة كذلك لتتناول الأطباق التراثية من اللقيمات وغيرها مع الأصحاب وارتشاف القهوة العربية مع حبات التمر.
ويرى زايد العامري، أن القصد من زيارته إلى المجالس الشعبية في السوق الشعبي هو الاستمتاع بالموقع وتمضية وقت كاف برفقة الأهل والأبناء والأصدقاء، من خلال تجسيد الجلسات الشعبية بكل ما فيها من تفاصيل التآخي والتلاحم، والتي تعد من صميم المجتمع الإماراتي القائم على نقل عادات الأجداد وتقاليدهم إلى الأجيال الناشئة، وتناول الطعام جنبا إلى جنب الضيوف من مواطنين ومقيمين وزوار.
وأضاف يوسف الحمادي أن المجالس الشعبية تعتبر من أجمل الصفات التي تتمثل بها البيئة المحلية، ومنها تعلمنا الكثير من العادات وأبرزها كرم الضيافة وحسن الاستقبال، وهذا ما يتم تجسيده عبر مهرجان الظفرة ، مشيرا إلى ضرورة نقل الصورة الواضحة لمجتمع الإمارات إلى الضيوف الأجانب الذين لم يطلعوا من قبل على العادات المحلية.
وقال الشيبة محمد المنصوري أن المجالس تلعب دورا محوريا في تاريخ الثقافية الإماراتية، وقد أسهمت في الحفاظ على ثقافة المنطقة وتراثها وقيمها وأصالتها على مدى العصور الماضية، وأن وجودها واستمراريتها يعتبر من الدلائل الواضحة والعلامات الناصعة على ثراء تلك الثقافة وغناها بالإرث الأصيل، مؤكدًا أن المجالس تعتبر مكوّن أساسي من مكوّنات الهوية الثقافية لشعب الإمارات، وهي ملتقى للشياب والشباب، وفيها تناقش أمور الحياة، ويتبادل من فيها الخبرات، ومنها تتوارث الأجيال المتعاقبة العادات والتقاليد.
تهدف إلى تعليم الناشئة المهن التقليدية
9 مسابقات تراثية للمرأة الإماراتية في مهرجان الظفرة
تقدم قرية الطفل المقامة في السوق الشعبي، ضمن مهرجان الظفرة بمدينة زايد في المنطقة الغربية، أسلوبا مميزا في تعليم الأطفال والنشئ التراث والعادات والتقاليد وذلك من خلال ما تقدمه من برامج ترفيهية متنوعة، حيث حرصت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية على تعدد الفقرات المقدمة للأطفال والشباب وأسرهم. كما خصصت اللجنة المنظمة للمهرجان 9 مسابقات تراثية خاصة بالمرأة الإماراتية، وذلك لإتاحة الفرصة لهن لإبراز مواهبهن ولتعليم الناشئة المهن التقليدية والتي تتعلق بالعديد من الصناعات المحلية التراثية.
وقالت مسؤولة القرية، ليلى القبيسي إنّ المسابقات التي يقدمها المهرجان تهدف إلى المحافظة على الموروث الإماراتي، ونقله إلى الأجيال المتعاقبة، حيث تتضمن الفعاليات العديد من المسابقات كمسابقة عرض الأزياء التراثي، والمطبخ الإماراتي، والتلي، والخوص، والسف، وتفصيل ثوب الميزع، وتصنيع الألعاب الشعبية، بالإضافة إلى مسابقة الحرف التراثية للفتيات.
وأضافت القبيسي أن لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي تحرص على الاحتفال بالتراث بشكل مختلف في كل دورة من مهرجان الظفرة، مشيرةً إلى أن الفعاليات المختلفة التي يقدمها المهرجان تسهم بشكل فعال في تعزيز دور التراث الإماراتي في نفوس الأجيال الناشئة، وتبرز دور المرأة الناجح في مجالات الحياة المتعددة.
وتركز المسابقات التراثية المقامة في السوق الشعبي في مجملها على منتجات البيت الإماراتي، وهي مستمدة من التراث الإماراتي وتعكس أصالته وعراقته، فضلاً عن العديد من الفعاليات والأنشطة التراثية الأخرى التي تعزز الوعي العام بالعادات والتقاليد وتراث دولة الإمارات، موضحة أن هناك لجنة تحكيم متخصصة تقوم مع نهاية كل مسابقة باختيار الفائزات من بين المشاركات.
إقبال جماهيري على الفعاليات التراثية بمهرجان الظفرة
شهد مهرجان الظفرة في دورته العاشرة إقبالاً كبيراً من قبل الأطفال والسيدات على الفعاليات الثقافية والتراثية المتنوعة المقامة في قرية الطفل و السوق الشعبي ، والتي تستمر طيلة أيام المهرجان .
وقد تمت إضافة أقسام جديدة إلى قرية الطفل تعمل من خلالها على خلق مناخ تعليمي ترفيهي للصغار، مما يحقق لهم السعادة ويجعلهم يقضون أوقاتاً ممتعة برفقة شخصياتهم الكرتونية المحبوبة.
ويعد قسم القراءة من أهم الأقسام في القرية ، حيث يوجد مكتبة تضم مئات الكتب المناسبة للأطفال من سن 4 أعوام إلى عمر 14 سنة ، و يقوم العاملون في القسم على مساعدة الأطفال على كتابة قصص صغيرة مصورة من تأليفهم وتنفيذهم مما تمكنهم من إبراز مواهبهم .
كما تم اختيار عدد من المسرحيات الهادفة مثل "رمانة وزعفرانة "، "كلنا واحد" ، "النظافة من الأيمان "، والتي تحرص على غرس قيم البيت المتوحد ، وزرع الخصال الحميدة، وحب العادات والتقاليد التي تربيينا وترعرنا عليها .
كما يوجد ركن آخر معنى بالتراث وإحياء العادات والتقاليد عن طريق تعليم الصغار طريقة سف سعف النخيل لصناعة منه أجمل وأبهى والسلات ، وكيفية عمل التلي ، السدو ، وخياطة الثوب القديم التي كانت ترتديه المرأة الإماراتية في الماضي .