عبيد خلفان المزروعي: الحدث يمثل مساحة للحنين للماضي وفرصة لاستلهام التراث وتوظيفه..
لا يكتمل أيّ مهرجان إلاّ باكتمال كافة عناصره ومكوناته وتواجدها بأدق تفاصيلها وأصغرها، وهذا ما تجده عند زيارتك لمهرجان الغربية للرياضات المائية الذي لم يغب عن بال اللجنة المنظمة استثمار كل ركن فيه لإبراز العنصر التراثي وكأنها ترى فيه نموذجاً لاعتزازها بحضارتها القديمة.
عبيد خلفان المزروعي مدير مهرجان الغربية للرياضات المائية، أكد حرص اللجنة المنظمة على كل ما من شأنه صون التراث، فالمهرجان يمثل مساحة للحنين للماضي وفرصة لاستلهام التراث وتوظيفه في مساحات ومفردات شعبية تضاف إلى التصميم لساحة المهرجان، وكأن هذا التراث تجديداً وبعثاً لروح كانت موجودة أعيدت إليها الحياة فصارت أجمل من كل الابتكارات، وذلك لأن التراث المحلي له نكهة جمالية وأبعاد نفسية لا يعرفها إلا من كان متفاعلاً معها.
وأكد أنّ مهرجان الغربية للرياضات المائية استطاع أن ينعش الحركة في المنطقة الغربية وليس فقط اقتصادياً، إنما هي فرصة لأبناء المنطقة لإبراز تراثهم الثقافي والتحاور مع ثقافات وتقاليد شعوب أخرى من خلال الإقبال الكبير من الزوار والسياح.
واعتبر المزروعي أن المهرجان يعمل على إبراز الصورة الحقيقية لحياة الأجداد في السابق من ناحية التنقل في البحر والتي كانت تشكل ركيزة الحياة قديماً، كما تساهم في تقديم الدعم الكبير للإنسان الإماراتي تشجيعاً لجهوده في صون التراث والحفاظ على الأصالة، سواء للمشاركين في مختلف مُسابقات تلك المهرجانات، أم لأهل المنطقة كافة دون استثناء، إضافة للسوق الشعبي وفعاليات الأطفال والعروض التراثية ومسابقات المسرح التي تهدف إلى تعريف الجمهور بأهمية هذه الفعاليات كونها تعبر عن جزء من حضارة وتراث دولة الإمارات، كما أنها تسهم في إبراز هوية البلد وأصالته، ولابد من الحفاظ على هذا الإرث القديم.
– والزائر للمهرجان يلاحظ منذ اللحظة الأولى تواجد الفوانيس معلقة على المحال في السوق الشعبي وفي كل ركن أتيح تواجدها مما يعطي مزيداً من الخصوصية والتفرد، حتى بات التراث في مهرجان الغربية شخصية مستقلة تربط الأبناء بماضيهم وتذكر الآباء بمورثهم وتعطي الزائر انطباعاً جميلاً عن المورث الحضاري وكيف أنه يشكل اهتماماً أولياً ومصدر فخر لا ينضب.
ويعتبر الفانوس من أهم معالم الحياة التراثية والتي تهدف في المقام الأول لإنارة الطرق، وثانياً فهي جامعة الأحبة للسمر والتباحث واللهو قليلاً بأنواع مختلفة من الألعاب اندثرت في وقتنا الحاضر.
ويجمع من شارك في هذا المهرجان أو من زاره بأنه بحق تظاهرة ثقافية أسهمت في التعريف بحضارة وتراث مدينة المرفأ خاصة ودولة الإمارات بصفة عامة كما شكل جذباً سياحياً مهماً للدولة للتعرف على ثقافتها وتراثها الحضاري.
مهرجان الغربية للرياضات المائية ليست أيام كباقي الأيام بل هي مدرسة للتراث تسرد حكايات الماضي الجميل وتثير الحواس الخمس لتقدم تجربة فريدة لمن أراد أن يلامس الأمس باليوم ولمن أراد أن يتزود للمستقبل ليبقى واقفاً على أرض صلبة.
وتحرص إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي من خلال عرض هذه الفوانيس الترغيب بالتراث وهو من الموضوعات المهمة لاحيائه وهذا يتأتى عبر هذه المشاركات التي يمكنها أن تحيي التراث وأن تجعل الشباب يتقبلونه بسلاسة.