تشهد الدورة السابعة من مهرجان الغربية للرياضات المائية الذي يُقام حاليا على شاطئ مدينة المرفأ بالمنطقة الغربية بإمارة أبوظبي، إقبالا واسعا من قبل الآلاف من سكان المنطقة والزوار والسياح من مختلف أنحاء الإمارات، والمميز هو الحضور المميز للعائلات ومُشاركة الأطفال في العديد من المسابقات التراثية المصاحبة والفعاليات المتعددة. ويتواصل المهرجان لغاية يوم 2 مايو 2015 بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي.
مشاركون : المهرجان امتاز بحسن التنظيم وقوة المنافسة
أكد مشاركون في مهرجان الغربية للرياضات المائية، أن هذه الدورة تشهد منافسات قوية ومشاركات دولية ومحلية واسعة ، مشيرين إلى أن ذلك يعود لجهود اللجنة المنظمة وحرصها على إنجاح هذا الحدث المميز في ربوع المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي.
واعتبر خادم الرميثي أن قوة التنظيم وحرص اللجان المنظمة على توفير أفضل وسائل الراحة، ساهم بشكل فعال في زيادة قوة المسابقة وارتفاع أسهم المهرجان عبر سبعة أعوام متتالية، حيث لمسنا كمشاركين من المنطقة الغربية ذلك على أرض الواقع من خلال حجم الجماهير واتساع نطاق المنافسة والسباقات التي يشتمل عليها المهرجان.
وأشار يعقوب يوسف الحمادي إلى أن المنافسة هذا العام جاءت بشكل أقوى عن السابق، إذ استعد أغلب النواخذة وأبطال الرياضات البحرية للمسابقة جيداً لتقديم أفضل ما لديهم لإبهار الحكام والجمهور من أجل حصد المراكز الأولى، ما انعكس خلال المسابقة من أداء متقدم وثري بكل ما فيه من مضامين المنافسة الرياضية الواعدة، إلى جانب المشاركة الكبيرة من مواطني الدولة.
وقال مبارك الظاهري إن الإقبال على مسابقات المهرجان تزداد من عام لآخر في ظل الاهتمام المتزايد من قبل اللجنة المنظمة لتطوير المهرجان سواء فيما يخص لجان التحكيم أو المنافسات المقدمة والجديدة أو غيرها من القرارات التي تسهم بشكل كبير في تطوير الحدث وزيادة المنافسة فيه، ما انعكس بشكل كبير على المستوى النوعي قبل الكمي إذ زادت أعداد المشاركين بجانب زيادة أعداد الجماهير ومتابعين الرياضات المائية.
عبق الماضي يشدو بتراث الأجداد في السوق الشعبي
للسوق الشعبي في مهرجان الغربية للرياضات المائية الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي حكاية تراث يشع بأنامل مواطنات دولة الإمارات العربية المتحدة، التي باتت تنتظر مثل هذه المهرجانات لتعرض منتوجاتها وسلعها والترويج لها كسلعة تراثية ضرورية اليوم في ظل التطور التكنولوجي المتسارع.
ويتواجد في المهرجان 31 محلاَ تابعاً لمؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية والتي يتواجد فيها كل ما يتعلق بالماضي الجميل ورائحته الزكية من محال لبيع الملابس والأقمشة والمنسوجات الشعبية، العطور والبخور والمباخر محلية الصنع والتحف والهدايا ومحل للحلويات والتوابل العطرية، بهارات وأعشاب، وصناديق المندوس، وملابس تراثية ومشغولات يدوية تراثية ومصاحف ومسابح، ومحلات، وتحف وهدايا، وأواني منزلية، وملابس أطفال، ولوحات تراثية، وحناء، ومشغولات يدوية، وحلوى، إضافة إلى بعض المأكولات والمشروبات الخفيفة ومأكولات شعبية مثل اللقيمات والرقاق والحلوى المحلية.
ويتميز السوق الشعبي بأصالة الطابع التراثي المحلي ليصبح واحداً من أهم أركان المهرجانات التراثية التي تقام على أرض المنطقة الغربية ويأتي من منطلق إيمان لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي بأهمية الحفاظ على تراث الإمارات لتحقيق تطوير ينسجم ويجمع بين الأصالة والحداثة في وجه التطور العمراني السريع.
وقد شهد السوق الشعبي إقبالاً كبيراً خاصة من قبل السياح الأجانب الذين أبدوا إعجابهم بالمعروضات التراثية من ملابس وأطعمة وحلوى وصناعات تقليدية خاصة بالمجتمع الإماراتي حيث يعمل المهرجان على إحياء هذا الموروث وتعريف النشء الجديد وشعوب العالم به.
وتميزت المنتجات التي صنعت بأيد إماراتية بالجودة والتطوير بما يناسب احتياجات السوق، وتفي برغبة جميع الأذواق من الجمهور وبأسعار مدروسة وفي متناول الجميع.
مشاركة فاعلة للمرأة الإماراتية
أشادت المشاركة سهيلة أحمد بجهود اللجنة المنظمة التي أثمرت قيام هذا السوق العريق بما فيه، وحرصها الدائم على تنويع فعالياته ومنتوجاته بحيث يتمكن الزائر من الاطلاع على التراث الإماراتي وطرق عيش الإماراتيين قديماً وحديثاً ويقوم بالتسوّق في نفس الوقت، فتم تصميم المكان ليجمع بين عراقة الماضي ومفردات الحاضر وسط أجواء جميلة ترسخ مفهوم العطاء الإماراتي الأصيل.
وقالت أم محمد الحمادي إن عرض مصنوعات ومنتجاة المرأة الإماراتية في سوق مهرجان الغربية للرياضات المائية يساهم في تمكين المرأة من أجل المشاركة في عملية التنمية ويرسخ إنجازاتها، حيث أن ما تقدمه من وحي الأسرة الإماراتية ويجسد التقاليد التراثية والعادات الشعبية، إلى جانب أهمية تعريف الأجيال بالموروث الحضاري القديم ودعم وتجديد المشغولات اليدوية التي تميز بها المجتمع الإماراتي، خاصة الحرف والصناعات اليدوية مثل الخوص والحياكة وسعف النخيل والسدو والغزل والتلي والتطريز.
وأكدت هدى جابر، أن السوق يفتح المجال أمام الحرفيات والمبدعات وربات البيوت لعرض مشغولاتهن اليدوية التراثية والمعاصرة، مشيرة إلى أن السوق يشكل فرصة نادرة للمرأة الإماراتية لتوضيح قدرتها على مواكبة تحديات العصر وتطوير منتوجاتها بما يرضي أذواق المستهلكين من عشاق الماضي.
حرفية عالية وتراث غني بالأصالة والإتقان في مهرجان الغربية للرياضات المائية
إن كنا نتحدث عن الحفاظ على التراث وحمايته فلا بد أن تكون أدوات هذا التراث مصنوعة محلياً وهذا ما نجده في مهرجان الغربية للرياضات المائية في دورته السابعة، حيث تتواجد في ساحة المهرجان المراكب التي كانت تستعمل قديماً في عملية الصيد أو السفر عبر البحر، إلى جانب الشباك التي كانت وما يزال الكثير من أهل الإمارات يستخدمها في عملية الصيد، والتي تدل على التراث الغني بالحرفية العالية.
لم تكتفِ ساحة المهرجان بعرض المراكب والقوارب القديمة بل عمدت على تعريف الزوار على كيفية عمل المراكب باختلاف أحجامها وأنواعها، وصنع شباك الصيد المعروفة لدى أهل الإمارات باسم القراقير التي باتت الآن مهددة بالانقراض، ولم يعد يستخدمها أحد في الصيد إلاّ كبار السن ممن ألفوا هذه الأداة، واعتبروها جزءاً مهماً من حياتهم اليومية، وليس مجرد أداة للصيد، مع التأكيد على كيفية حرص أهل الإمارات في صناعة هذه السفن على جعلها ذات بنية متينة، تحتمل صخب الموج ومقاومات وتيارات مياه البحر، كما يؤكد المتواجدون أن السفن الخشبية القديمة تعد الأشهر والأفضل، من بين تلك الانواع في المنطقة، قديماً وحديثاً
كما أخذ يردد المتواجد في الركن والذي يعرض هذه الأدوات إلى جانب تعليم الزوار وكيفية ضب الشباك ومن ثم رميه بضربة واحدة فيغطي مساحة كبيرة في البحر، أهازيج متنوعة قال أنها كانت تردد سابقاً في رحلات الصيد كونها تسهل عملية الصيد، ولفت الى أن الأهازيج تتباين بين الليل والنهار، وكذلك بحسب الأشخاص، لاسيما أن الصياد لا يمكن أنّ يذهب وحده.
كل هذه الأدوات المعروضة في مهرجان الغربية للرياضات المائية يؤكد أصحابها أن أهل الإمارات لا يزالون يستخدمون الأساليب القديمة في صناعة السفن والقوارب، وهي عادة ما تكون أدوات وإمكانات بدائية، ويدوية كالمنشار والمطارق والدواة التي تضبط بها المسافات والمقاسات، والمجدع وهو أداة لثقب الأخشاب، وكان الآباء حريصين على توريثها لأبنائهم، وهناك أيضا حرف صناعة الخشب وشباك الصيد، وأدوات الصيد، وصناعات الحدادة والنجارة، والخياطة.
وقال أحد المتواجدين في المهرجان والذي يهتم بعرض هذه الأدوات ويشرف عليها أن أسماء السفن التي كانت تستخدم قديماً هي “بتيل، السنبوك، الشاشة، البوم، الجالبوت، الشوعي، وغيرها الكثير، كما أنّ الكثير منها ما زال متعارفاً عليه حتى يومنا هذا، موضحاً أن أبناء الإمارات استطاعوا تطوير صناعة السفن وجعلوها ذات أحجام منها الصغير ومنها الكبير وقد اشتهر في صناعة السفن عدد كبير الرجال في جميع مناطق الدولة، وكانت صناعة السفن في الإمارات في البداية متخصصة في صنع السفن المتوسطة الحجم التي تستعمل لصيد الأسماك والغوص على اللؤلؤ.
ونظراً لأهمية البحر في حياة أهل الإمارات ازدهرت صناعة السفن أو “القلافة” كما تسمى محلياً، والتي تعد من أقدم المهن في الإمارات، كما وتعد صناعة السفن من المهن الشاقة، إذ أن العمل يمتد من الصباح الباكر حتى مغيب الشمس، وتمارس غالباً تحت أشعة الشمس المحرقة، أو تحت مظلة خفيفة لا تكفي لردع حرارة الجو أو رطوبته، لا سيما أن أجواء الخليج تتميز بارتفاع الحرارة في غالبية أشهر السنة.
كما يسعى الشواب من خلال تواجدهم في مهرجان الغربية للرياضات المائية إلى التأكيد على أن ارتباط أبناء الإمارات بالبحر أكسبهم معرفةً بالجغرافيا والفلك والتجارة والصناعة، فكانت صناعة السفن ناتجاً طبيعياً لحياتهم البحرية، فكرّسوا كل طاقاتهم لصناعة سفنهم وتطويرها باستمرار حتى امتازت بمزايا تندر أن توجد في سفن من سواهم.
واللافت أنّ أقدم طريقة صيد في الإمارات هي الصيد بـ(الليخ) وتتم عبر نصب الشباك في عرض البحر لفترة زمنية، وبعد المعاينة يتم رفعه ونقل الأسماك التي تم اصطيادها.
وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة دولة بحرية بالمعنى الحقيقي للكلمة، ليس فقط لأنها تمتلك ساحلاً يمتد مئات الكيلومترات وعدداً كبيراً من الجزر في الخليج العربي وبحر العرب فحسب، وإنما بما لديها من تقاليد عريقة تفخر بها في الإبحار والملاحة وبناء السفن والغوص وصيد الأسماك والتجارة البحرية.
فالصيد من الحرف الشعبية التي توارث محبتها الآباء عن الأجداد، ورغم المخاطر والتحديات التي يواجهها ممارسو المهنة فإن عشقهم للبحر وللمهنة في ازدياد دائم ويأتي هذا المهرجان لترغيب الأبناء في مهنة الأجداد لأنها جزء من هوية وعادات وتقاليد الإمارات الأصيلة.
الاتحاد للقطارات تعرّف بمشروعاتها بالغربية
تشارك شركة الاتحاد للقطارات المطوّر والمشغّل لمشروع السكك الحديدية الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في مهرجان الغربية للرياضات المائية من خلال “حافلة عربة قطار” والتي تقدم لجمهور المهرجان مجموعة متنوعة من الأنشطة التعريفية المتميزة، حيث تمحورت البرامج المقدمة حول طبيعة المشروع الذي بدأته لبناء خط سكة حديد عابرة للإمارات من أقصى الجنوب عند الغويفات على الحدود الإماراتية السعودية وصولاً إلى أقصى نقطة في إمارتي الفجيرة ورأس الخيمة من الإمارات الشمالية عند الحدود مع سلطنة عمان، والذي ينتهي العمل به في العام 2017.
وينقسم المشروع بحسب القائمين على جناح الشركة، إلى مراحل ثلاث تشتمل المرحلة الأولى على تمديد خطوط السكك الحديدية المخصصة للشحن الاقتصادي كمرحلة تجريبية ثم الركاب والبضائع، على مسافة طولها 264 كليومتراً، وتمتد من منطقة واحات ليوا مروراً بمزيرعة ومدينة زايد وحبشان ثم طريف حتى مدينة الرويس، أما المرحلة الثانية فتغطي خطوط السكك الحديدية فيها إمارتي أبوظبي ودبي من الغويفات حتى مدينتي دبي والعين، بمسافة طولها 628 كيلومتراً، وتمتد خطوط السكك الحديدية في المرحلة الثالثة والأخيرة عبر إمارات الشارقة وعجمان وأم القيوين وصولاً إلى إمارتي الفجيرة ورأس الخيمة، على مسافة طولها 279 كيلومتراً.
ويقدّم جناح شركة الاتحاد للقطارات في المهرجان خارطة ضوئية لمسار شبكة السكك الحديدية عبر الإمارات السبع، ومادة فلمية مصورة تشرح أهمية المشروع وتتيح للجمهور فرصة الاطلاع على الإنجاز الكبير المتحقق لدولة الإمارات في مجال مشاريع البنية التحتية بمواصفات عالمية حديثة، وبحسب القائمين على الجناح، بالإضافة إلى توفير الشركة لواحدة من أحدث وأرقى خدمات الشحن، فإنها تقدم خدمات نقل الركاب أيضاً، حيث شارك وتعاون في تخطيط هذه الخدمات مع الاتحاد للقطارات شركاء رئيسيون كدائرة النقل وهيئة الطرق والمواصلات، اللذين تشكل شبكاتهما عنصراً أساسياً وحاسماً في رحلات الاتحاد للقطارات ذات الوجهات البعيدة، ويؤكد القائمون على الجناح أنه عند اتمام المشروع بالكامل فإن شبكة الركاب ستقوم بوصل وربط المراكز الرئيسية للسكان عبر كافة الإمارات العربية المتحدة، ومن ثم دول مجلس التعاون الخليجي المجاورة، لتقدم واحدة من أكثر وسائل النقل أماناً وكفاءة وأكثرها راحة وملاءمة للبيئة.
وتكمن رؤية شركة الاتحاد للقطارات في بناء شبكة قطارات آمنة ومستدامة، وتقديم خدمات النقل بالقطارات للركاب والبضائع في دولة الإمارات وفق أعلى معايير السلامة والاستدامة، من خلال الابتكار والتطوير المستمر للتكنولوجيا واستخداماتها، كما ستقوم الاتحاد للقطارات، المطور والمشغل لشبكة السكك الحديدية في دولة الإمارات العربية المتحدة، بربط المراكز السكانية والصناعية والتجارية الرئيسية في الدولة لتسهم بذلك في دفع عجلة النمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي المستدام.